الثلاثاء، 31 ديسمبر 2019

الشاعر بشير عبدالماجد بشير .. ما ضـرّ لـو

مَـا ضَـرَّ لـوْ  .. ؟
***
عَـامَـانِ فــي حُـلُـمٍ جَـمـيلٍ رائِــعٍ
عُـمْـرِي تَـبَـخْتَرَ فــي نَـضِير جِـنَانِهِ

غَـنَّـيتُ لـلأَمَـلِ الـمُحَالِ وشَـاقَنِي
بَــرْقٌ رَجَــوْتُ الـغَـيثَ مـن لَـمَعَانِهِ

ومـضَـيتُ مـن وَهْـمِي أُصَـوِّرُ جَـنَّةً
لـلحُبِّ تُـسْقَى مـن شَـهِيِّ دِنَـانِهِ

وغَـرَسْتُ فـيها من نَدِيِّ عواطِفي
وَرْداً يَـتـيـه الـعِـطْـرُ فـــي أفْـنـانِـهِ

ونَسَجْتُ من وَشْيِ المَشاعِرِ بُرْدَةً
غَــــزَلَ الـرَّبـيـعُ خُـيـوطَـها بِـبَـنَـانِه

ودَعَـــا الـفَـراشَـاتِ الأنِـيـقَةَ كـلَّـها
لِـيُـنِـلْنَها مـــا نِــلْـنَ مـــن ألْــوانِـهِ

وَوَهَـبْـتُـهـا لــمَّــا تَــبَـرَّجَ حُـسْـنُـها
لـلـحُسْنِ لـمَّـا صِـرْتُ مـن عُـبْدَانِهِ

وكَـتَـبتُ شِـعْـراً ذُبْــتُ فـيهِ صَـبابَةً
ورقَــصْـتُ نَـشْـواناً عـلـى ألْـحَـانِهِ

وصَــحَــوتُ لا أَمَــــلٌ ولا بَــرْقٌ ولا
غَـيْـثٌ وّذَابَ الـقلبُ فـي أشْـجْانِهِ

وتَـسـاقَطَ الـدَّمْـعُ الـحَزينُ مُـشَيِّعَاً
حُــبَّـاً نَــمَـا واغْـتِـيْلَ فــي رَيْـعَـانِهِ

مــا زالَ فـي أُذُنـي صَـدَى نَـغَمَاتِهِ
وبِـمُـقْـلَتَيَّ يَــلـوحُ طَــيْـفُ حَـنَـانِـهِ

أوَّاهُ يـــا قَـلْـبـي نَـصَـحْتُكَ جـاهِـدَاً
ألَّا تُـطـيـعَ هَـــواكَ فـــي طُـغْـيانِهِ

فَـأَبـيتَ إلَّا أنْ تَـمـيلَ مــعَ الـهَـوَى
وَسَـخِرْتَ مـن نُصْحي ومن بُرْهانِهِ

وَزَعَـمْتَ أنَّـكَ سَـوفَ تَظْفَرُ بالمُنَى
حَـتْـمَاً وتَـجْـني الـكَـرْمَ فــي إِبَّـانِهِ

ومَـضَى الـزَّمانُ وأنتَ تَشْدو ناسِيَاً
غَــــدْرَ الــزَّمـانِ ونَـقْـضَـهُ لأَمَــانِـهِ

ولَــهَـوْتَ حـتَّـى أيْـقَـظَتْكَ فَـجـيعَةٌ
هَـدَمَـتْ عـليكَ هَـواكَ مـن أرْكـانِهِ

وتَـنَاثَرَتْ أشْـلاءُ حُـبِّكَ فـي المَدَى
وبَـقِـيتَ كـالـمَجنونِ فــي هَـذَيَـانِهِ

مــا شـامِـتٌ أنــا يــا رَقِـيـقُ وإنَّـمَا
هَــذا أسَــايَ عَـجَزْتُ عـن كِـتْمانِهِ

أبكي وما جَدْوَى البُكاءِ وقد مَضَى
حُـلُمي الـجميلُ ولُـفَّ فـي أكْفَانِهِ

ويــقـولُ قـلـبـي بــعْـدَ هَــذا كـلِّـهِ
إنَّ الـخُـطـوبَ تَــزيـدُ فــي إيـمَـانِهِ

ويَــــظَـــلُّ يَــحــكــي دائِـــمـــاً 
عـــن طـائِـــرِ الـفِيـنِـيـقِ ..
يَــحْــيَـا فـــــي لَـــظَــى نِــيــرانِـهِ

وأظَــلُّ أسـمَعُ نَـبْضَهُ .. ويَـقودُني
ويُـعِـيـدُني قَــسْـراً إلـــى بُـرْكـانِـهِ

والـحُـبُّ بــي يُـغْريهِ يُـفعِمُ كـأسَهُ
شِـعْـرَاً يُـذيـبُ الـصَّـخْرَعَذْبُ بَـيَـانِهِ

يــا حُــبُّ لا أَقْــوَى تَـعِبْتُ فَـخَلِّني
أرْتَــاحُ مــن قـلـبي ومــن خَـفَقانِهِ

مَـا ضَـرَّ لَـوْ عـاشَ الـفَتَى حَجَراً ..
بلا قلْبٍ يَجُورُ عليهِ في سُلْطانِهِ ؟

***
بشير عبد الماجد بشير
السودان   
من ديوان ( كتاب الوهم)

الشاعرة فاتن علي حلاق .. العيون السود

العيون السود ياربي
لها حكم على قلبي

بها سحر يذوبني
تملك حسنها لبي

وقعت أسيرة وأنا
أذوب جوا من ا لحب

كحيل العين تيمني
بنظرة عاشق صب

رمى من رمشه سهما
بقلب صار في كرب

سواد ليلها وعلى
الجبين مشارق تسبي

عيون جل خالقها
معودة على السلب

فكم من مهجة صرعت
بلحظ العين والهدب

التقيت به على عجل
كاني قد لقيت نبي

تكلم فانتشى ولها
به قلبي من الطرب

أحبك قالها فجرى
الرحيق كخمرة العنب

ذهلت أنا و أثملني
بصوت مترف عذب

أراه النور لو أدجى
ظلام الليل في دربي

كحيل العين ياربي
يغيض بحبه قلبي

شعر /فاتن علي حلاق
٣٠/١٢/٢٠١٩

الشاعر عارف عاصي .. أغالب الجرح

أُغَـالِـبُ الـجُــرْحَ
=========
يَـا قَـلْبُ رِفْقاً فَـبَعْضُ النَّـبْضِ تَغْرِيدُ
وَ الـبَـعْضُ مِنْـهُ بِـهِ هَـمٌ وَ تَـنْـكِـيـدُ

مَرَّتْ لَـيَالٍ وَ طَيْفُ الحُبِّ يَشْـمـَلُـنَـا
ثُـمَّ اِنْـثَـنَـيْـنَـا وَ تَـبْـكِـيـنَا الأَغَـارِيدُ

فِـي لَـيْـلِهَـا شَـجَـنٌ يَحْـوِي مَرَابِعَهَا
وَ الـبَـدْرُ غَـابَ وَ مَا بِالنَّـجْمِ تَـجْـدِيدُ

يَا حَرْفَ شِعْرٍ عَـلَى الأَوْجَاعِ يَحْمِلُـنـَا
أَنَّـاتُـكَ العُـمْـرَ كَمْ تَـبْـكِي لَهَا الغِـيدُ

هَمْسٌ يَذُوبُ وَ يَجْرِي فِي مَـلامِـحِنَـا
وَ يَـرْسُـمُ الأُفْـقَ تَـعْـلُوهُ الأَنَـاشِـيدُ

تـَبَـادل الحَرْفُ فِي فَرْحٍ وَ فِي حَـزَنٍ
وَ القَـلْبُ بَـيْنَ كِلا الصَّـوْتِينِ مَـوْؤودُُ

وَ أَهْـزِمُ الحُـزْنَ أُعْـلِي فَـوْقَـهُ أَمَـلاً
وَ أَرْسُـمُ الـرُّوحَ تَـعْـلُوهَا الـزَّغَـارِيدُ

أُغَـالِبُ الجُـرْحَ إِنْ طَالَ النَّـزِيفُ بـِنـَا
وَ أَرْتُـقُ الفَـتْـقَ قَـدْ يُـشْفِيهِ تَضْمـِيدُ

أَرْسَـلْتُ حَـرْفاً جَدِيداً مَـلَّ مِنْ حَـزَنٍ
لَعَـلَّ فِي البِشْرِ يُحْيِي القَـلْبَ تَعْوِيدُ

تَـفَـاؤُلِي اليَوْمَ بِـاﻷَمْجَـادِ تَـرْقُـبُـنَـا
وَ تَـرْفَـعُ العُـرْبَ و الأَفْـكَـارُ تَـسْدِيدُ

وَ كَمْ أَلُومُ الدُّنَـا فِي قَـتْلِ بَسْمَـتِـنَـا
وَ كَـيْفَ تَـهْـوِي بِـنَـا وَ الآَهُ تَسْـهِـيدُ

يَـا نَـايَ عَزْفِي غَدَا صَوْتِي كـَثَـاكِلَـةٍ
فَـأَيْـنَ لَحْـنٌ عَـلَى الأَفْـرَاحِ مَـوْلُـودُ

وَ أَيْـنَ مِـنِّـي غِـنَـاءٌ دُونَـمـَا شَـجَـنٍ
وَ أَيْنَ مـِنِّي اللَّـيَالِي البِيضُ لا السُّودُ

وَ أَيْـنَ أَطْـفَـالُـنَـا وَ الوَجْـهُ مُـبْـتَسِمٌ
وَ أَيْـنَ أَشْـيَـاخُـنَـا وَ الـهَـمُّ مَــرْدُودُ

وَ أَيْـنَ أَقْطَـارُنَـا لا حَـدَّ يَـفْـصِـلُـهَـا
وَ أَيْـنَ أَرْحَـامُـنَـا وَ الوَصْـلُ مَوْجُـودُ

وَ أَيْــنَ مِــنَّـا وِصَـالٌ دُونَ تَـفْـرِقَـةٍ
وَ الكُـلُّ يَـحْـيَـا فَـلا جُرْحٌ وَ تَـفْـنِـيـدُ

يَـا لَـيْـلُ قِفْ عِـنْدَ عِزٍّ كَانَ يَشْمـَلُـنَـا
وَ العِـزُّ نَـسْـرٌ عَـلَى الآَفَاقِ مَـمْدُودُ

يَـا شِعْرُ يَـا وَحْيَ رُوحٍ هَـامَ دَاخِـلَهَـا
غَـنِّ الـحَـيَـاةِ لَـعَـلَّ الـحُـبَّ تَـرْدِيـدُ

يَا شِعْرُ يَا سِرَّ هَمْسِ الرُّوحِ مَا انْفَعَلَتْ
سـَامِـحْ طُـمُوحِي لِـفَرْحٍ فِـيهِ تَـأْبِـيدُ

كُلُّ المَآَسِي تُحِـيطُ القَـلْبَ فِي نَـزَقٍ
فَـغَـيِّـبِ الجُرْحَ مَـلَّـتْـنَـا التَّـجَـاعِـيدُ

وَ ارْسُمْ مُنَىً فِي جُذُورِالرُّوحِ نَزْرَعُهَا
تُـنْبِتْ لـَنَـا أَغْصُنـاً وَ الرَّوْضُ تَـوْرِيـدُ

أُغَـالِـبُ الآَهَ فِي قَـلْبِي عَـلَى مَضَضٍ
لأَزْرَعَ الـوَرْدَ كَـيْ تَـحْـيَـا بِـهِ الـبِـيدُ

يَـا كُـلَّ نَـادِبَــةٍ لِـلْـحَـظِّ فَـاتَّــئِـدِي
لَـعَـلَّ يَـوْمـاً لَـنَـا بِـالـفَـرْحِ تَـأْكِـيـدُ

وَ تَـنْمَحِي مِنْ بِـلادِ العُرْبِ غُـرْبَـتُـهَا
وَ الكَـرْبُ يَمْضِي وَ عِزُّ العُرْبِ تَمْجِيدُ

فَـنَمْـﻷُ الـكَوْنَ مِنْ نَصْـرٍ وَ مَرْحَـمَـةٍ
وَ يَهْتِفُ القَلْبُ فَرْحاً  " يَومـُنَا العِيد ُ"
=======
عارف عاصي

الأحد، 29 ديسمبر 2019

الشاعر ابراهيم حسان .. بنت الكرام

بنتُ الكرامِ ....

كم ذبتُ من لحظِها والعشقُ تنكيدُ

        وفي النوى كيف يجدي قولُنا  عودوا..!

مادام قلبي  يعاني  من  مواجعِه

                  وليس يرحمه في الشوقِ  تنهيدِ

ليلي شباكٌ تهاوت كي تحاصرني

                والحزنُ في كبدي  بالذلِّ معقود ُ

إذا يزور فؤادي طيفُها بدجىً

                  أغفو فيوقظني في خدِّها العود ُ

لما تجلَّتْ   بداري في الهوى حُلُمَا

                   تبسمت  ضوَّعَ   الأرجاءَ تغريدُ

الشَعْرُ  منها كما  ليلٍ أطارده

                     يغتالني ثغرُها والقدُّ والجيدُ!

ممشوقةٌ مثلما نخلِ العراقِ فلا

                    يوما تقاربها في حسنِها الغيدُ

لو يبسمُ الثغرُ فالدنيا تطيب لنا

              ففي لقاها  وفي أحضانها  العيدُ !

بنتُ الكرامِ إذا جئنا بها نسبا

       تاريخهم  في الوجودِ الفضلُ والجودُ

اللهُ حرم فينا الخمرَ  قاطبةً ٍ

         والخمر ُفي ثغرها يا خلقُ محمود ُ !

ما بين نورٍ ونارٍ عشتُ أعشقها

                   لكن قلبي  بمر الحالِ موعودُ

أنَّى  اتجهتُ أولي صوبها مقلي

               كأنها في الهوى  والعشقِ معبودُ!

يا  راحلا  في ركاب ِالليلِ صوب ربىً

             فيها فؤادي هنا المشتاقُ موجود ُ

أبلغْ سهيلةَ  أني عاشقٌ دنفٌِ

                في حبِّها  بين خلقِ الله محسودُ

يصليه من بعدها السفاحِ سيلُ لظىً

               وأنني في سجونِ العشقِ موصودُ!

سبحان من سير الأشواق في دمنا

                  فذاب  قلب  بنار الحب جلمود

الشاعر إبراهيم حسان
مصر الكنانة
٢٨/١٢/٢٠١٩

الشاعر البشير المشرقي .. ذكرى

ذكرى.
تهنا معا والعطر يهمي حولنا
وحدائق النسرين حافلة بنا
طرنا على غيم الحنين. وجودنا
أمل وأشذاء الخمائل حلمنا
قمر وحيد كان يرمق نجمنا
وكأنه بات المتيم بيننا
هبت رياحين تموج وصبوة
كبرت مع الأيام هاربة بنا
لهفي على الأيام مرت من هنا
تعدو ، كأن الريح مرت من هنا
حملت جميع العطر حين هبوبها
وبكى على غصن الخميلة طيرنا
كنا هنا والأنس يملأ دربنا
فتحطمت كأس المحبة والمنى
قلبي على ذاك الزمان ممزق
لا ،  لن يعود فقد طوينا حبنا 
فكأنني كنت الخميل مظللا
وكأنك الطير الذي غنى لنا
تذوي العطور كأنها لم تنسكب
وكأنها ما رفرفت في روضنا
ويفوت من بعد الوفاق قطارنا
والوقت يهرب حاملا أشذاءنا
سقيا لذياك الزمان وعطره
كان السحابة كم همت في دوحنا
العاشقون رأيتهم في بهجة
كل يهيم  بنجمه  إلا أنا  !
ما كنت أحسب أن نجمي آفل
أو في المحبة بغتة أن أطعنا
والطير لولا صبوة تنتابه
ما كان يمم في الأصيل الأغصنا
لولا المحبة مرت الذكرى سدى
وكأنما الأشواق ما طارت بنا ! البشير المشرقي. تونس

الشاعرة صفاء السريرة ... تمطى الليل

مشاركتي بــ
(مسابقة شاعر عكاظ) ٢٤
(الرابطة الشعرية العربية)
تمطى الليل...
يا دارَ عُرْبٍ تمطّى اللّيلُ و انتزعا
من هامِ أمجادِنا ما عزنا رفَعا
هانت حياضٌ بدار العزِّ و انتحبتْ
مذ خيَّم الظّلمُ، والإشراقُ ما سطَعا
و العُرْبُ لاهيةٌ ما هزَّها غضبٌ
أو نبضُ أفئدةٍ من جسمها انتزِعا
و القلبُ قد صُرِمتْ أوصاله كمَدًا
والحزنُ يرنو إلى أوجاعنا جَزِعا
هاجتْ مآقي السما فانْسَاح هاطلُها
عين على القدس أخْرىٰ أدْمَعَتْ وجَعا
على أُباةٍ لقولِ الحقِّ قد نُحِروا
على عراقٍ، و شامٍ مُزِّقتْ قطَعا
في كلِّ دارٍ لنا نزفٌ يؤرِّقنا
وا حَرَّ قلبي، من غُصَّابها جرَعا
قد حشَّد القومُ ما يَجْتثُّ أصلَكمُ
و اسْتنفروا مِنْ مواليهم، ومن ضلُعا
ساقوا إلى الموت آسادا فما فزعتْ
لهم سيوفٌ، بيوم العيد مَن فزِعا؟!
همُ استباحوا دمانا في ضحًى شحِبِ
وأجمعوا أمرَهم، ما أمرُنا جمِعا
في كلِّ يوم يزفُّون الرّصاص لنا
ماعاد صبحٌ يسوق النّورَ مُرتفِعا
لهفي على وطني يغدو البُغاة به
في مأمنٍ سرحوا، والطبلُ ما قرِعا
لهفي على أمَةٍ "وا معتصمْ" صرخَتْ
يا للنّداءِ خبا، لم يلقَ من سمِعا!
أين الأباة، وأين الفاتحون، ومن
ذلَّ العِداةُ على أيديهم تبَعا؟!
أين الشهامة والأهوال عاصفة.؟!
ما ذلَّ صاحبُها يوما وما خضَعا
مالي أراها اليوم اثّاقلتْ وَهَنا
يا أمَّةً قد عَهِدْتِ السيف والنّطَعا
أما برأيٍ حصيفٍ راجعٌ أملٌ
يسترشِدُ القومُ من كبْواتهم نفَعا
إنِّي أرى الرأيَ مرهونا بوحدتنا
عزّتْ شعوبٌ لها في وحدةٍ طمَعَا
أُرْسُوا دعائمَ عزٍّ تالدٍ جلَلٍ
صُونوا مواثيقَ هَدْيٍ طابَ مُنْتَجَعا
عُودُوا إلى الله عوْدًا لا رجوعَ له
واسْتجمِعُوا أمرَكم، ما خاب مَنْ جَمَعا

  صفاء السريرة الجزائر ١١/ ١٢/ ٢٠١٩

الشاعر كرم شقور .. الوشم

الوشم
شعر : كرم شقور

ألـوشـمَ تـنـقُــش كـي تُــزيـّـنَ نـفسـَها 
ستُ الـحسانِ وأنـــتِ وشــمٌ يُـنـقَــشُ

ألـكحـلُ مـِن عــينـيــكِ تـأخـذُهُ الـمَـهَا
والطيـبُ مـِن عَـبـَراتِ جَـفنكِ يُـنْعشُ

وتـرُ الـكــمـانِ جـَعَــلـنَـهُ مـتـشابــها
أوتارُ صوتـِك دونـهـا قـد يَـجـهـشُ

والشمسُ انْ مدَتْ خُيوطا في الفضا
مِـنْ شَـعـرِها الـذهـبي حقلًا تـفـرشُ

والظامئاتُ مِنَ الحواري في الهوى
إنْ لـمْ تـرِدْنَ إلى شفاهـكِ تَـعـطـشُ

فـعـلامَ يا أحلى الـخـلائـقِ يـا مـهـا
تَجـري الـفـراشةُ خـلـفها تـتـَحَرَشُ

ألـكـي تـــنـالَ مـِنَ الأنــوثــــةِ ذَرةً
تَسبي بـهـا قـلبَ الحـبيبِ وترْعِـشُ

لو خـيَّـرَ الـلـهُ الـرجـالَ لـفـضَّـلـوا
عـيشـاً بـقـربـكِ والجنـانَ  لهَمـشوا

الـلهُ أدهــشَ خــلـقَـهُ بـجـمـالـهـا
من بـعدها لم يـأتِ شيءٌ يُـدهـشُ

عرشُ الجمالِ عليهِ أنتِ تـربعي
لا تـسمـحي لـوصـيفـةٍ تَـَتعـرّشُُ

السبت، 28 ديسمبر 2019

الشاعر حموده الجبور .. العام الجديد

العامُ الجديد

يا عامُ وجهُكَ بالآلامِ يَتَّشِحُ
ولوعَةُ الحُزنِ في الأحشاءِ تمتَطِحُ

إليكَ عنّي فإنّي منكَ في وَجَلٍ
فمِن دِنانِكَ خِلتُ الشُّؤمَ يرتَشِحُ

عمَّقتَ جُرحاً بِمَن في النّاسِ قد صَدقوا
وقد طفِقتُ بأفّاكينَ تمتدِحُ

أقمتَ حَدّاً على مَن في الدُّجى سجَدوا
والعَفوَ تُصدِرُ غمَّن للهوى جنحوا

بالضَّيمِ من جُعبَةِ الأيّامِ ترفِدُنا
وما حوى القِدرُ في الأيّامِ يُنتَضَحُ

يستوطِنُ الهَمُّ في الأضلاعِ مُزدرِياً
حتّى لقد ظنَّ عن إسعادِنا الفَرَحُ

الصُّبحُ يغشاهُ ليلٌ لا أُفولَ لهُ
فلا نكادُ لِطولِ الّليلِ نصطبِحُ

سَمومُ ريحِكَ تُطفي ضَوْءَ شمعتِنا
وحَدُّ سيفِكَ يُنهي حُلمَ مَن جُرِحوا

هلّا انتهيتَ فقد هانَ العزيزُ بِنا
ومَن تعالَوْا رِهاناً فيكَ قد ربِحوا

خُذْ ما تشاءُ فها أعمارُنا نَفِدَتْ
إذ ما سَترتَ معَ الأيّامِ يتّضِحُ

حموده الجبور /الأردن

الشاعر عبدالله الموري .. تخيلات

تَخيُّلات :

في باطِنِ الكفِّ آثارٌ لِخَاصِرتِكْ
وفيْ الشِّفاهِ بَقايَا مِن مُعَاشَرتِكْ 

كأنَّني حِينَ أَشْدُو الشِّعْرَ مُنْتَبِذا
أَدُوفُه في إِناءٍ منْ مُعَاقَرتِكْ

إذا ذوَى العمْرُ فالنَّشْوَى تؤرِّقُني
وأنْتَ أوْقعْتَ قلْبي في مُحَاصَرَتِكْ

أَشْتَمُّ منْكَ أريْجَ الحُبِّ في خَلَدي
يَجْتثُّني حِينَ أخلوْ عَبْرَ نافِذَتِكْ
 
هلْ يَا تُُرَى لمْ تزََلْْ فيْ النَّاسِ تذْكُرُني
وهلْ أنَا لَمْ أزَلْ في عُمْق ذاكِرَتِكْ 

إنِّي لأشْتاقُ أنْ ألقاكَ مُنفَرِداً
حتَّى أُذَلِّلَ صَعْباً مِنْ مُكابَرَتِكْ

مُقلِّباً صفحاتِ العشْقِ ملتمِسا
في كُلِّ وقْتٍ إلى ذِكْرَى مُسامَرتِكْ
 
والليلُ يُفصِحُ عمَّا فيهِ مِنْ حدَثٍ
وليسَ يُفْصِحُ يَوْماً عنْ مُؤامَرتِكْ

بقلم الشاعر
أبي رواحة الموري

الشاعر دريد رزق .. الشّعر

الشِّعرُ

لُغَةٌ لها دونَ اللغاتِ الصَّدرُ
هي عِقدُ ماسٍ والفريدُ الشِّعرُ

يأتي المعاني الغافياتِ وُرُودُها
فيهزُّها فيضوعَ منها العطرُ

تتبخترُ الأقلامُ حِينَ تخُطُّهُ
مُختالةً ويُضيءُ فيها الحِبرُ

وإذا أتى فكسِربِ مُزْنٍ مُبْرِقٍ
فيه البلاغةُ والبيانُ القَطْرُ

وبهِ مَعانٍ قد تَعتَّقَ خمرُها
وبهِ تَصاويرٌ حِسانٌ بِكْرُ

تَسْبيكَ كلُّ قصيدةٍ بجَمالِها
وكأنَّما قد نالَ منكَ السُّكْرُ

هو ذا القريضُ اللفظُ فيهِ مُمَوسَقٌ
وبكلِّ إيقاعٍ تخصَّصَ بحرُ

طاغي الجَمالِ طِباقُهُ وجِناسُهُ
والإستعاراتُ الحِسانُ الزُّهْرُ

صُوَرٌ وإعجازٌ بيانيٌّ بهِ
وتراهُ عِقداً حارَ فيهِ الدُّرُّ

وبهِ التلاعُبُ في الكلامِ صِناعةٌ
هي في مُلاءَمةِ البحورِ السِّرُّ

أمَّا المَجازُ إذا الخيالُ أجادَهُ
فكأنَّهُ أُسطورةٌ أو سِحرُ

فتَرى زمانَكَ والمكانَ تلاشَيا
لم يَبقَ طيفٌ منهما أو ذِكْرُ

وتَراكَ مفقوداً أمامَ قصيدةٍ
أسْرَيتَ لكنَّ البُراقَ الفِكْرُ

تُثْني وتُثْلِثُ في القراءةِ ساهِماً
وكأنَّ أنخابَ القراءةِ خَمرُ

ولربَّما يُغريكَ حِفظُ بُيوتِها
جَمعاءَ منها لا يفوتُكَ شطرُ

فتَراكَ مِنْ حِينٍ لآخَرَ مُنشِداً
والثغرُ جَذْلٌ باسِمٌ مُفتَرُّ

الشِّعرُ مَملَكتي أقولُ على المَلا :
عرشي وتاجي نظمُهُ والقَصرُ

دريد رزق

الشاعرة فاطمة الزهراء غربي .. قدر ومقال

قدرٌ ومقال

بيني وبينكَ قصّة وحكاية
فيها تمازج واقعٌ وخيالُ

أحلامُ عمرٍ قد تبعثرَ سربها
ومشاعرٌ ملهوفة وسؤالُ

أنا ياشقيقَ الروح سربلني الأسى
وتبعثرت من كفّيَ الآمال

زهرا أنا، أنا طفلة مسحورةٌ
هل كالطفولة بهجةٌ وجلالُ

حلمي انطوى وبرغم ذلك لم يزل
لي في الغرامِ مطارحٌ ومجالُ

لو خانتِ الدنيا ربيعَ مباهجي
ستظل بي للأمنيات سلالُ
 
كنتَ المنى للقلب كنت شفاءه
ورحيقُ عشقك في الحشا ينثالُ

قد كنت أنبل من عرفتُ ولم أكن
أدري بأنك عابرٌ رحّالُ

ماذا جرى يا سيدي ماذا جرى؟
ماعادَ ينفع منطقٌ ومقالُ

يبقى الجمال قصيرةٌ لحظاته
عجلاً يمرّ ويحتويه زوالُ

لا شيء ياعمري سيبقى بعدنا
إلا صدًى من أمسِنا وظلالُ

لا شيء غير الذكريات حزينةً
يشقي الخواطرَ رجعها القتّالُ

ما اخترتَ أنت فراقنا لا اخترتُه
لكن هي الأقدارُ والآجالُ

قدرٌ فراقك لست آسفةً أنا
كلاّ  فقلبي بالأسى مغتالُ

إني ألفتُ ضياعَ أحلامي بلا
ذنبٍ ، فعمري للمنى أطلالُ

مات الشعورُ وها أنا كفّنته
والجسمُ صار كأنّه تمثالُ

فاطمة الزهراء غربي

الشاعرة سميرة المرادني .. الرهان الخاسر

" الرهان الخاسر"

طغت خطوبٌ فما في القومِ من سمعا
وأثمرتْ فتنٌ والأمنُ قد قُمعا

تضاءلَ الخلقُ حتى قد حسبتَهمو
خُشْبا عليها قِمارُ الذلِّ قد وَقعا

ماتتْ على عرَصَاتِ الدّورِ نخوتُهم
واستمرأ البغيُ أعراضا وما شبعَا

قد أُهلِكوا برِهانِ السّطو إخوتُنا
وأهلكونا بودٍّ كانَ مُصطنعا

تقيّدتْ بلجامِ الغدرِ أذرعُنا
حتى اللسانُ تردّى بات مُنتزَعا

أمَا كفاكُم وثوبُ الشّرِ أظهرَكم
حُمرَ النيوب عليها الخزيُ منطبعا؟!!

عليكمو صدأٌ من زيفِ معدنِكم
هلّا جليتم غطاءَ التّبرِ إذ رصَعا

يا أمةً صَنعتْ للمجدِ غرّتَه
لهفي عليكِ أتاكِ الموتُ مُجتمعا

موتُ الشّموخِ بأرضٍ أنجبتْ أُسُدا
على ثراها يعفّ المجدُ ما رضِعا

كم قطرةٍ لدمِ الأحرارِ مُهرقةٍ
تشوّهتْ وترومُ الثأرَ منهطعا

تناسختْ في الرّدى أشكالُ بأسكمو
ألا هبوبا لمجدٍ ضاعَ  وانهزعا!!؟

إنْ قلتُ عُربا يغصُّ الحرفُ مُحترقا
أو قلتُ غربا فذاكَ الهمُّ قد قبعا

إنّي وإن جُرحَتْ أطرافُ قافيتي
لمصطلٍ من نفاقِ المرءِ إذ ركعَا

سميرة المرادني

الشاعر محمد عايد الخالدي .. نار غزة

نار غزة

على المجدِ غزةُ تلقي السلامْ
وتلقي القيودَ بوجهِ الظلامْ

وتصفعُ وجهَ الرَّزايا ببأسٍ
يكادُ يهدُّ العروشَ العظامْ

وتحملُ كلَّ المنايا بكفٍ
وتُفني الرقابَ بحدِّ الحُسامْ

تقولُ لكلِّ خؤونٍ تخلَّى
وأخفى بظهرِ البعيرِ السَّنامْ

ويدفنُ وسطَ الرمالِ الرؤوسْ
فيَلقى المخاطرَ جسمُ النعامْ

بأنَّ الحياةَ جهادٌ ونصرْ
وإلا مماتٌ لحرٍّ هُمامْ

فتنهضُ كلُّ المعالي بأرضي
وينهضُ ما كانَ تحتَ الرُّكامْ

فأيّ عدوٍ بهذا الوجودْ
يبيدُ بأرضٍ نفوسَ الكرامْ!!!!

وأيّ كيانٍ لقيطٍ تعدّى
حدودَ الصدى في نعيقِ اللئامْ!!!!!

وغزةُ رمحٌ بصدرِ الغُزاةْ
وغزةُ نارٌ وموتٌ زؤامْ

تشتِّتُ شملَ الأعادي وتبدو
عروساً تسرِّحُ شَعرَ الغرامْ

وفيها تذوبُ قلوبُ العذارى
وفيها يطيبُ لحرٍّ مُقامْ

وفيها الضَّياغمُ تحمي العَرَينْ
ومنهُ تُذِيقُ العدوَّ الحُمامْ

وترجمُ حُصنَ الأعادي المنيعْ
وتبصقُ في سَحنةِ ابن الحَرامْ

فمهما تَعالتْ بأرضٍ جُذوعْ
بغيرِ جذورٍ سَتَغدو حُطامْ

محمد عايد الخالدي
الأردن

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...