الأحد، 29 ديسمبر 2019

الشاعرة صفاء السريرة ... تمطى الليل

مشاركتي بــ
(مسابقة شاعر عكاظ) ٢٤
(الرابطة الشعرية العربية)
تمطى الليل...
يا دارَ عُرْبٍ تمطّى اللّيلُ و انتزعا
من هامِ أمجادِنا ما عزنا رفَعا
هانت حياضٌ بدار العزِّ و انتحبتْ
مذ خيَّم الظّلمُ، والإشراقُ ما سطَعا
و العُرْبُ لاهيةٌ ما هزَّها غضبٌ
أو نبضُ أفئدةٍ من جسمها انتزِعا
و القلبُ قد صُرِمتْ أوصاله كمَدًا
والحزنُ يرنو إلى أوجاعنا جَزِعا
هاجتْ مآقي السما فانْسَاح هاطلُها
عين على القدس أخْرىٰ أدْمَعَتْ وجَعا
على أُباةٍ لقولِ الحقِّ قد نُحِروا
على عراقٍ، و شامٍ مُزِّقتْ قطَعا
في كلِّ دارٍ لنا نزفٌ يؤرِّقنا
وا حَرَّ قلبي، من غُصَّابها جرَعا
قد حشَّد القومُ ما يَجْتثُّ أصلَكمُ
و اسْتنفروا مِنْ مواليهم، ومن ضلُعا
ساقوا إلى الموت آسادا فما فزعتْ
لهم سيوفٌ، بيوم العيد مَن فزِعا؟!
همُ استباحوا دمانا في ضحًى شحِبِ
وأجمعوا أمرَهم، ما أمرُنا جمِعا
في كلِّ يوم يزفُّون الرّصاص لنا
ماعاد صبحٌ يسوق النّورَ مُرتفِعا
لهفي على وطني يغدو البُغاة به
في مأمنٍ سرحوا، والطبلُ ما قرِعا
لهفي على أمَةٍ "وا معتصمْ" صرخَتْ
يا للنّداءِ خبا، لم يلقَ من سمِعا!
أين الأباة، وأين الفاتحون، ومن
ذلَّ العِداةُ على أيديهم تبَعا؟!
أين الشهامة والأهوال عاصفة.؟!
ما ذلَّ صاحبُها يوما وما خضَعا
مالي أراها اليوم اثّاقلتْ وَهَنا
يا أمَّةً قد عَهِدْتِ السيف والنّطَعا
أما برأيٍ حصيفٍ راجعٌ أملٌ
يسترشِدُ القومُ من كبْواتهم نفَعا
إنِّي أرى الرأيَ مرهونا بوحدتنا
عزّتْ شعوبٌ لها في وحدةٍ طمَعَا
أُرْسُوا دعائمَ عزٍّ تالدٍ جلَلٍ
صُونوا مواثيقَ هَدْيٍ طابَ مُنْتَجَعا
عُودُوا إلى الله عوْدًا لا رجوعَ له
واسْتجمِعُوا أمرَكم، ما خاب مَنْ جَمَعا

  صفاء السريرة الجزائر ١١/ ١٢/ ٢٠١٩

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...