الشِّعرُ
لُغَةٌ لها دونَ اللغاتِ الصَّدرُ
هي عِقدُ ماسٍ والفريدُ الشِّعرُ
يأتي المعاني الغافياتِ وُرُودُها
فيهزُّها فيضوعَ منها العطرُ
تتبخترُ الأقلامُ حِينَ تخُطُّهُ
مُختالةً ويُضيءُ فيها الحِبرُ
وإذا أتى فكسِربِ مُزْنٍ مُبْرِقٍ
فيه البلاغةُ والبيانُ القَطْرُ
وبهِ مَعانٍ قد تَعتَّقَ خمرُها
وبهِ تَصاويرٌ حِسانٌ بِكْرُ
تَسْبيكَ كلُّ قصيدةٍ بجَمالِها
وكأنَّما قد نالَ منكَ السُّكْرُ
هو ذا القريضُ اللفظُ فيهِ مُمَوسَقٌ
وبكلِّ إيقاعٍ تخصَّصَ بحرُ
طاغي الجَمالِ طِباقُهُ وجِناسُهُ
والإستعاراتُ الحِسانُ الزُّهْرُ
صُوَرٌ وإعجازٌ بيانيٌّ بهِ
وتراهُ عِقداً حارَ فيهِ الدُّرُّ
وبهِ التلاعُبُ في الكلامِ صِناعةٌ
هي في مُلاءَمةِ البحورِ السِّرُّ
أمَّا المَجازُ إذا الخيالُ أجادَهُ
فكأنَّهُ أُسطورةٌ أو سِحرُ
فتَرى زمانَكَ والمكانَ تلاشَيا
لم يَبقَ طيفٌ منهما أو ذِكْرُ
وتَراكَ مفقوداً أمامَ قصيدةٍ
أسْرَيتَ لكنَّ البُراقَ الفِكْرُ
تُثْني وتُثْلِثُ في القراءةِ ساهِماً
وكأنَّ أنخابَ القراءةِ خَمرُ
ولربَّما يُغريكَ حِفظُ بُيوتِها
جَمعاءَ منها لا يفوتُكَ شطرُ
فتَراكَ مِنْ حِينٍ لآخَرَ مُنشِداً
والثغرُ جَذْلٌ باسِمٌ مُفتَرُّ
الشِّعرُ مَملَكتي أقولُ على المَلا :
عرشي وتاجي نظمُهُ والقَصرُ
دريد رزق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق