الخميس، 31 أكتوبر 2019

الشاعر عمر عبدالله حاجي .. فراش وضياء

☆▪☆▪☆▪☆▪☆▪☆
(فراش وضياء)
☆▪☆▪☆▪☆▪☆▪☆
لذكركَ... إشراقةٌ من صفاء
تُهامِسُ جفنَ نجومِ السماء
تَضَوَّعُ منها طيوبُ العبير
وترشفُ حسنَ بهاها الظباء
تهيْجُ بقلبي... حفيفَ الهوى
وتبعثُ في النفس نارَ اشتهاء
لروضكَ يهفو سوادُ العيون
فراشاً سباهُ رحيقُ الضياء
فيمخرُ جفني انبساطَ المدى
قوافلَ شوق ، يطيبُ الحداء
على جانحٍ من طيوفِ المنى
رسمتُ لصوتيَ رجعَ.. النداء
متى ينطوي البعدُ عن خطوِنا
ويحلو على العتباتِ اللقاء
إلى جاهِك المُرتجى ظلُّه
أسوقُ دموعاً سبقن البكاء
فهل شربةٌ من زُلال الرضا
بكفِّك يا سيدَ .......الأنبياء
☆▪☆▪☆▪☆▪☆▪☆
عمر عبد الله الحاجي ☆▪☆ سوريا

الشاعر فواز البشير .. بلابل النهرين أضحت في أسى

بلابل النهرين أضحت في أسى 

الليلُ أطبقَ والظلام ُ شديد ُ
والأرض ُ ترجفُ مرةً وتميد

والنفسُ في أحزانها  مأسورةٌ
تبني قصوراً من سنا  وتُعيدُ

والروح سكرى لا يخفّ وجيبُها
فكأنها جلمودةٌ وحديدُ

مالي وللأحزانِ تخنقُ عبرتي 
فيسيلُ منها بلغمٌ وصديد 

أوكلما التئمت جراحي من أذى
يغزو وجودي بارقٌ ورعود 

أواهُ من زمنٍ يفجر غضبتي
وتزولُ منه حواجزٌ وسدود 

أواهُ من جرحٍ بشامي نازف ٍ
يطفو على تيارهِ التنكيد 

ما زال يقتلُ زفرتي وتنهّدي 
ويُحِلُّ بي أوجاعَهُ ويزيد ُ

حتى إذا ما اشتدَّ في إقلاقهِ 
نبتت عليهِ براعمٌ وورودُ 

لا بدّ أن أرتاحَ من إزعاجهِ 
وتعودَ بسمةُ موطني وأعود ُ

ويلي من الأرزاءِ  تُثقلُ كاهلي 
وغزا العيونَ الدمعُ والتسهيد 

ما إن رأيتُ الشامَ تمسحُ عتمها 
حتى أتى لعراقِنا التصعيد ُ

والموتُ يرقصُ في المكانِ كأنّهُ
ليلٌ يخيّم فوقهُ ويسودُ 

في كلِّ يومٍ تستفيقُ جنائزٌ 
ويُزَفُّ فيها فارسٌ وشهيد ُ

والأرضُ تبكي في خشوعٍ طالما 
تُبنى هناكَ مقابرٌ ولحود ُ

بغدادُ تسبحُ في الدماءِ كأنّما 
شبّانها زرعُ الردى ووقودُ 

وبلابلُ النهرينِ أضحت في أسى 
قد عافها التحليقُ والتغريدُ 

وأنا ألملمُ أحرفي متوجعاً 
قد ملَّ مني أخطلٌ ولبيد ُ

أبكي على أرضِ العروبةِ سامها 
الإذلالُ والإرجافُ والتوعيدُ 

أنّى اتجهتُ ففي بلادي غصّةٌ 
وعلى المفارقِ نازحٌ و طريد ُ

فمتى سأرسمُ للبلادِ خريطةً
وتزولُ منها فرقةٌ وحدودُ 

ومتى تجمّعنا الأماني طالما. 
قد لمّنا الإيمانُ والتوحيد 

ومتى سنأكل ُ كلنا من قصعةٍ 
وطعامنا خبزٌ بها وقديد ُ

الشامُ تخبز للعراقِ طعامَهُ
والنيلُ يعصرُ خمرةً ويجودُ 

يا رب حقّق للشعوبِ رجاءَها
والنصرُ منكَ اليوم َوالتأييد ُ

يا ربّ إنا أمةٌ مغلوبة ٌ
وعساك تحمي شعبنا وتذودُ 

د فواز عبدالرحمن البشير 
سوريا 
٣١/١٠/٢٠١٩

الشاعر محمود الفريحات .. بغداد لا أدري .....

مجاراة نزار قباني  وقصيدة  بغداد:
بغداد لا أدري بأي مشاعرٍ
حرفي سيكتب حرقتي وعذابي
بالأمس جئتك  زائرا  متفاخرا
واليوم  أبكي غيبة  الاحباب
قد كنت أنت منارة  لهويتي
واليوم أرضك  مرتع  الاغراب
مهما يقال فلا  خلاف  بأننا
لم  نوف حق الجار  والأصحاب
الجار خانك والعروبة انكرت
صلة  الإخاء  ورفقة الاتراب
يامربد الشعراء مهما  حاولوا
طمس الطريق لعودتي وإيابي
سيعود نجمك ساطعا  فيدلني
للمجد  فيك ولن يطول غيابي
الشمس تغرب ثم تشرق في غدٍ
ويطاح بالباغين والاغراب
والنخل في شطيك يسمق عاليا
بلد  الرشيد  منارة   وقباب
محمود الفريحات/ابو بدر

الشاعرة فاطمة حميد العويمري .. يا غربتي ما يفعل المطر

#ياغربتي_ما_يفعل_المطرُ..!!.
""""""""""""""""""""""""""""""""""""
مَطَرٌ ... وَ صَمْتُ الليلِ مُكْتَئِبُ
يَغْشَى جَلَالَ سُكُونِهِ الصَّخَبُ
*
وَ ضَجِيجُ أَفْكَارٍ مُبَاغِتَةٍ
وَ خَوَافِقٌ تَهْفُو ..، وَ تَضْطَرِبُ
*
فَهَوَاجِسِي لَا شَيءَ يُسْكِتُهَا
كَيْ تَنْجَلِي عَنْ لَيْلَتِي الرِّيَبُ
*
بَعْضُ الوُجُوهِ تُطُوفُ مُرْبِكَةً
وَ تُثِيرُ أَشْجَاناً ..، وَ تَجتَلِبُ
*
أُلْغِي احْتِمَالَ الشَّوْقِ ... أُبْعِدُهُ
وَ يُصِرُّ فِي حَسْمٍ :- أَنَا السَّبَبُ
*
فَأَصُوغُ مِنْ وَحَيِ الأَسَى صُوَراً
وَ أَظَلُّ أَعْذِلُنِي :- لِمَا العَجَبُ ..؟!!.
*
يَا مَنْ إِلَى حَيْثُ الغِيَابِ مَضَوْا
وَ خَيَالُهُمْ يَبْدُو..، فَيَقْتَرِبُ
*
تَشْتَاقُكُمْ رُوحِي ..،-وَ شِقْوَتُهَا
مَا بَيْنَ مَا تَبْغِي ..، وَ مَا يَجِبُ- ...
...
..
.
✍️..  #فاطمة_حميد_العويمري...
2019/10/29...
#لــيــــبـــيــا...

الشاعر عبد الرزاق الأشقر .. الطيوف

((...الطُّيوفُ...))

أعبُّ   الصَّبرَ  في  الرئتينِ  عبَّا
و أوشكُ   أنْ  أكونَ   لهُ   محبَّا

ليدخلَ  للخلايا   منْ    مسامي
فقدْ  كانتْ   لهُ    طرقاً   و دربا

أحبَّتُنا     الذينَ      لنا     قلوبٌ
تناءوا  في  الدُّنى شرقاً  و غربا

لماذا   يرحلونَ    لمَ    التَّجافي
و لمَّا    نقترفْ     إثماً    و ذنبا

فإنْ   غابوا   فإنَّ    البعدَ    داءٌ
و إنْ  حضروا   تباعدتِ   الأطبَّا

و غادرتِ  الطُّيوفُ و لمْ  تزرْني
ألا    ليتَ  الطُّيوفَ   تزورُ   غبَّا

و لمَّا   لمْ   أجدْ   منهمْ     خيالاً
سكبتُ الصَّبرَ فوقَ الجرحِ سكبا

و أغلقتُ   النوافذَ   في  خيالي
فجاء الشوق في الظلمات  وثبا

و ألبست  المشاعر  ثوب  شوقٍ
و خيَّطتُ   الحنينَ   عليَّ   ثوبا

أحاسيسي التي  كانتْ   بصدري
تقضُّ  مضاجعي   و تضجُّ   حُبَّا

لقدْ  عاثتْ  فساداً  في    فؤادي
فأضحى طيشُها في القلبِ حربا

فلا    قلبي    لهُ    ظلٌّ   لتسعى
إليهِ   مشاعري   و تزيدَ      قربا

و لا  كبدي    لهُ   عمدٌ     ليقوى
و يبنيَ   خيمةً    و يشدَّ    طنبا

و مهما اشتدَّتِ   اللأواءُ  حولي
فإنِّي   لمْ    أجدْ    كالصَّبرِ   طبَّا

و إنْ   رقدتْ   طيوفُهمُ    ببالي
سأجعلُ منْ صميمِ الصَّخرِ  قلبا

سأعتادُ  الغيابَ  برغمِ   ضعفي
و أعلمُ  أنَّ  لي  في  الكونِ  ربَّا

عبدالرزاق الأشقر

الشاعر عبده مجلي .. حياة ثم موت ثم بعث

((حياةٌ ثم موتٌ ثم بعثُ))

حياةٌ   ثم  موتٌ   ثم   بَعّثُ
وبذرٌ  ثم  زرعٌ    ثم   حرثُ

فإما   أن  يكون  البذرُ  طيباً
وإلا   عاثَ   بالإنسانِ  خُبْثُِ

هي الدنيا  ابتلاءٌ    وامتحانٌ
بهذا   جاءنا    وعظٌ   وحثُّ

فتُبْ ياصاح  إنَّ العمر ماضٍ
فما للمرء فوق الأرض مُكْثُ

وخلِّ الذنْبَ إنَّ الذنب أفعى
وقد يُرديكَ من  أفعاهُ  نَفْثُ

ولُذْ بالله واطلب  منه   نوراً
فنور  الله    للأوابِ    غيثُ

وبُثَّ   الهمَّ   والأحزانَ   بثاً
عسى يجديك عند  الله بثُّ

فمهما   دارت    الأيام حتماً
مصير المرء مهما عاش حيثُ

فكم  تهفو  لتحقيق   الأماني
كفى حُلْماً  فإن الحُلْمَ  ضغْثُ

تُمنّي   النفس بالآمال   قسراً
وكم أضناك في دنياك  بحثُ

فلا   تركن   لمالٍ   أو  جمالٍ
فقد يحظى بتقوى الله شُعْثُ

وقد يكسو الحرير سواد قلبٍ
ويزهو  في جمال الروح رَثُّ

فلو   كانت جنان  الخلد إرثاً
لأغنى المرء يوم البعث إرثُ

ثلاثٌ   للفتى   لا   بد   منها
حياةٌ   ثم    موتٌ   ثم  بعثُ

3/7/2019

الشاعر/عبده مجلي

الأربعاء، 30 أكتوبر 2019

الشاعر محمد فرج ... مجنون الهوى

مجنون الهوى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا مُغـــــرَمٌ يــــاقَـلبُ مَجــنـــونٌ كَما
مَجــنــــونُ ليلى بِالهَـــوى مَجـنــونُ
إنْ تَسألـــوا عـــنّي بِلَيلَةِ عــاشِــــقٍ
فـــأنـــا بِبَحــــرِ غَــــرامِها مَسجونُ
عُــــشقي لَها عـشقُ الدِّنانِ لِخَمرِها
وَالسِّـــرُّ في خَمـــرِ الهــوى مَكنونُ
عُــشقي لَها عُــشقُ الزُّهورِ لِنَفحِها
فَـالــــزَّهـــرُ روحٌ بِالشَّذا مَسكـــونُ
هِيَ نغمَةٌ سَكرى عـلى وَتَــرِ الضِّيا
لَحـــنٌ يُـرَدِّدُ وَقْـــعَــــهُ الحَــسّــونُ
أنفاسُها السَّكرى تُهيــجُ مَشاعـري
لِلــــرّوحِ مُنعِــــشَةٌ كَـما الأفـــيونُ
مَلَكٌ سَلَبتِ النَّبضَ مِــنْ قَلبي الّذي
بِهَــــواكِ يــــاروحَ السَّنـا مَفتــونُ
إنّي شَغــوفُ ياملاكـي فَاعْــــذُري
قَـــلبـــاً أحَبَّـــكِ بِالــوَفا مَعــجـونُ
مُرّي عَــــليَّ وَخَفِّفي ألَـــمَ النَّوى
قَــــلبـــي لِحُبّــِكِ دائِماً مَرهـــونُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشاعـر / محمد فرج

الشاعر حسان حويش .. رسالة اعتذار إلى عمرو بن كلثوم

✍ ...

          رسالة اعتذار إلى عمرو بن كلثوم

رفيـقَ الحـرف معـذرةً فعـزفي
               على قيـثارك اللحن الحزينـا
أتـاني بغــتـة فأحــال صدري
             لهـيباً ينفث الغضـب السـجينا
جماح الشـعر في صدري جنونٌ
             وبـركــانٌ أبى أن يســتكـيـنــا
بحور الشعر فاضت في قصيدي
           فأجـريـتُ المـراكب والسـفيـنـا
أيا عـمــروَ بن كلـثــومٍ تمـهَّـــل
          فإنِّي لا أرى المـجــد الـدفـيـنــا
أبيتَ اللعنَ قل لي أين مجدي
           فمجدي كان شمساً صـار طينـا
أفق عمرو َ بن كلثومٍ تجدنـا
            لـعـمـري في المباذل غـارقـيـنا
فلم تخـفـق بيارقـنـا لحــربٍ
          ولم يصـدرنَ حمـراً قَد رُويـنــا
ولم نـنـقـل إلى قــومٍ رحــانـا
           وإن دارت ، لهـا كـنـا طـحـيـنـا
وكأس الـذلِّ مترعةً جرعـنـا
         وثــوب الـعـار جلـَّلَــنَا ســنـيـنـا
غـثاء السـيل أم أنـَّا ألـفـنـا
          حـيـــاةً لا تـــروق الـمـيـتـيـنـا
فلسطين الأسيرة إن دعتنا
        لـفــكِّ الأســـر كـنَّـا الـنــائـمـيـنا
وبِـيض الهند ما شُرِعت لثأرٍ
        ولا نـهـلـت دمــاء الـمـعـتـديـنـا
ولا " اليرموك " عادت من.جديدٍ
         ولا " ذي قار " قد عادت جنينا
فياخجلي وياخجل القوافي
         نســاء الخــدر باتت تـزدريــنــا
لأنَّـا الصـامتون إذا اغتـُصِبنا
        وإنَّـا الـخـانـعــون إذا غُــزيــنــا
على أبـنــاء أمــتـنــا ذئـــابٌ
       ونـركـع للأجــانب ســـاجـدينــا
أليست " داحس " تجترُّ ثأراً
      أو" الـغـبـراء " تسـتدني الـقرونـا
فإن عـدنا لـحبـل الله يومـاً
       وأسـرجـنا خـيـول الـغـابــريـنـا
وأشـرعنـا المثقـَّفة العوالي
        وحكَّـمـنـا كـتـــابَ الله فـيـنـــا
لقوَّضنا القصور قصور كسرى
      وبالأعـداء زلـزلـنــا الـحـصــونـا
ويصحو سيف عمروٍ من رقادٍ
      وفي الـهـيجاء نـغـدو الغالـبـيـنا
                        * حسان حويش

الشاعر محمد آل جرادات .. أنا شاعر

أنا شاعرٌ

=====

أنا شاعرٌ ما راقني التلفيق

..................... ما لي لسانٌ في الهذار طليق

إن غُصت في بحر البيان وجدتني

........................... أصطاد درا بالكرام يليق

لو أنه مرَّ البصير بروضتي

....................... القى عصاه وعاده التحديق

أو أنه مر الأصم بمُنشدي

.......................... أذِنَ الكلام وأزَّه التصفيق

الشعر سحر بالحلال وعفة

......................... وعواطفٌ ومناهجٌ وطريق

الشعر إحساس وفيض مشاعرٍ

....................... صَهَلتْ فغنَّت والهُراء نهيق

الشِعرُ ذاك الحي آخر شاهدٍ

........................ جاب الزمان وجاده التعتيق

ما الشعر تنَضيد الحروف ووزنها

................... إن لم يُذاب على الصَحِيف عقيق

طوبى لمن قيلت صدقت لشعره

......................... ذاك الذي بالمكرمات حقيق

محمد آل جرادات

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2019

الشاعر عبيدة الكيالي ... يا قلم

^^^"^^^^ يا°قلمُ ^^^^"^^^^
خَيْرَ الجَزاءِ جزاكَ اللهُ ياْ قَلُمُ
جَرْحِيْ و جرحُكَ حِبرٌ نازفٌ و دَمُ

شاركتنيْ كُلَّ ماْ بيْ كمٍ صَبَرْتَ و كمْ
بُتْنا لكأسِ العَنَاْ و الصبرِ نقْتسمُ

توحَّدتْ فيكَ أمواجيْ و أشْرِعتيْ
و فيْ مرافيكَ أرْسوْ حينَ أَحْتَدِمُ

تأجَّجَتْ فِيَّ مِنْ شفتيكَ عاصفتيْ
و في مَجاريكَ يجري منْ فَمي الألمُ

رسومُ خَطْوِكَ في الصفحاتِ ترسمني
و وَسْمُ خَطِّكَ كُلَّ ملامحي يَسِمُ

أوجاعُ شِعري إذا لامَستَها بردت
و حُرْقَتيْ فيهِ بينَ يديكَ تلتئمُ

إنْ مالَ حرفي بثقلِ الآهِ قَوَّمَهُ
سطرٌ بروحي علىٰ جنبيكَ يرتسمُ

لكمْ صحبتُ فماْ لاقيتُ منْ أحدٍ
بمثلِ حِسِّكَ و الإخلاصِ يتسِمُ

فأنتَ خِلِّيْ الذي لاْ لنْ أضَيِعهُ
و أنتَ خيرُ جليسٍ أيها القلمُ
#عبيدة23_10_2019الكيالي

الشاعر تيسير الشماسين .. أجراس الحكمة

-               أجــراس الـحكمــــة                                        -

دَعْ لِـلـخَـلـيـقَـةِ شَــأنَــهــا و تَـــعــالَ
          فـــالــلّٰهُ أَوْلَـــــى بِــالـعِـبـادِ تَــعـالـى

مــا زادَ فـيـكَ إذا عَـلِـمتَ شُـؤونَـهم
          أو قَـــلَّ شَــأنُـكَ إنْ جَـهِـلـتَ مَــقـالا

دَعـهُـمْ ، فَـمـا لَـكَ بِـالعِبادِ و مـا لَـهُمْ
          فـيـمَا بَـلَـغتَ مِــنَ الـفُـضولِ مُـحـالا

دَعْ عَنكَ ما يُرديكَ فـي نَظَـرِ الـوَرى
          و اخلَــعْ عَلــيكَ مِـنَ الرِّضـا أَحمــالا

و اصْـنَـعْ مِــنَ الـعُـقَدِ الَّـتـي آسـيْتَها
          إِذْ لاحَ فَــجــرُكَ لــلـوصـولِ حِــبــالا

قُــمْ لا تَـلُـمْ سُــودَ الـلَّـيالي و اغـتَنِمْ
          فـيـهَـا الـبَـصيصَ و لَــو فَـضـاكَ أَلالا

و اخـلُـقْ لِـروحِـكَ إن أَرَدْتَ سُـموهَا
          صَـــبــرَاً لِــتَـبـلَـغَ غـــايَــةً وَ مَـــنــالا

و اكـنُـسْ فُــؤادَكَ كُـلَّ يَـومٍ وَ اخـلِهِ
          لِــلـنّـاسِ تَــلـبَـثُ أو تَــشُــدُ رِحــــالا

و اخــرُجْ بِــه لِـلـنّورِ حَـيـثُ يَـقـودُهُ
          عَــقـلٌ و يُـجْـلَـدُ إنْ أَطـــالَ فِــصَـالا

و اجْـلِسْ و نَـفْسَكَ حـينَ كُلِّ عَشِيَّةٍ
          و احـسِـبْ لَــعَـلَّكَ مــا رُزِقـتَ حَـلالا

و اردَعْ ضَـمـيـرَكَ إنْ تَــجـاوَزَ حَــدَّهُ
          و ارجَــــعْ بِــحَــدِّكَ إنْ أَرَدْتَّ كَــمـالا

و احْـفَـظْ لِـسـانَكَ فَـالحَريقُ شَـرارَةٌ
          وَ الـــشَّــرُّ يَــبـلُـغُ بِـالـلِّـسـانِ قِــتــالا

عَـيْـنـاكَ لَـــو حــادَتْ يَـمـيناً فَـاثـنِها
          فــي غَـيـرِ أَرضِــكَ أن تَـحيدَ شِـمالا

و اذهَـبْ بِـسَمعِكَ حَيثُ لا تَرضَى لَهُ
          قــيــلَاً ، و لا تَــرضَــى لَـــهُ مِــقـوالَا

و احــــذَرْ مُحــــاباةَ النَّمــيمِ بِقولِـــهِ
          سَـيَـقُـولُ فــيـكَ كَــمَـا بِـغَـيرِكَ قــالا

إيَّــــاكَ .. لا تـــولِ الـمُـنـافِـقَ هِــمَّــةً
          فَــغَــداً يَـبـيـعُـكَ إذ لِـغَـيـرِكَ وٰالـــى

و احـــذَرْ مُـقـارَعَـةَ الـصَّـغـيرِ فَــإنَّـهُ
          يَــرقـى لِـشـأنِـكَ إنْ أَتَـحـتَ مَـجـالا

و اهـبِـطْ لِــدونِ الأَهــلِ تَـعلُ مَـكانَةً
          فَـالـمَاسُ مِــنْ قَـعـرِ الُأروضِ تَـعالى

لا تَـطـلُـبَـنَّ وَجــاهَـةً ، و اركُـنْ لَــهـا
          تَـطـلُـبْـكَ رَغــمَـاً إنْ أَجَـــدْتَّ فِــعـالا

لِــبــسُ الــعَـبـاءَةِ لا يَــزيــدُ مَـهـابَـةً
          إنْ لَـــمْ يُــنِـرْ عَــقـلُ الـمُـهابِ عِـقـالَا

فـالـرَّاشِـدُ الــفـاروقُ خَــيـرُ خَـلـيـفَةٍ
          و الــثَّـوبُ مِـــنْ آلِ الــرِّقَـاعِ تَـبـالـى

مََـهـمَا صَـنَعتَ فَـلَنْ تُـضيفَ لِـناقِصٍ
          فَسُــهولُ أَرْضِــكَ لَــنْ تَـصـيرَ جِـبالا

و احْفَظْ مَـكانَكَ في المَجالِسِ ماتِعَاً
          مِــكـيـالَ قَــولِــكَ لِـلـحَـديثِ ثِــقَـالا

فَـمـهـابَةُ الــرَّجُـلِ الـحَـكيمِ بِـصَـمتِهِ
          و إذا تَـــكــلَّــمَ جُـــــــلُّ ذٰلِــــــكَ زالا

فَـــرُزِ الــرِّجـالَ و لا يَــغُـرُّكَ قَـولُـهُـمْ
          فَـعُـيـونُهُمْ بِـالـقَـولِ أَصَـــدَقُ حـــالا

و ابــدَأ بِـذِكـرِ الــلّٰهِ مَـسـموعَاً تَـكُـنْ
          و اجـزِلْ تَـطبْ عِـندَ الحُضورِ وِصالا

و اصْـبِـرْ عَـلـى مُـتَـحَذلِقٍ أو جـاهِلٍ
          و تَــحَــرَّ ، لا تُــــولِ الـمَـنـاكِفَ بـــالا

و اكــبَـرْ عَــلـى مُـتَـكَـبِّرٍ مُـتَـعَـجْرِفٍ
          و ابْــسُـطْ كَـمـالَـكَ فَــوقَـهُ وَ تَــعـالَ

أَبــنــاءُ تِـسـعَة يـــا ابـــنَ آدَمَ كُـلُّـنـا
          و عَــلـى شَـفـيـرِ مَـصـيـرِنا نَـتَـوالـى

فَـالـرُّوحُ مُـلـكُ مَــنْ الـتَـهيتَ بِـمُلكِهِ
          فَــغَـداً تُـــرَدُّ و لَـــو مَـصـيـرُكَ طــالا

مـــا دامَـــتِ الـدُّنـيـا لِـسَـيِّـدِ خَـلـقِـهِ
          حَــتَّـى تَـــدومَ لِـخـائِـلٍ قَـــد خَـــالَا

فَــارفِـقْ بِـنَـفـسِكَ لا يَـغُـرُّكَ زَهـوُهـا
          لا نَــفـسَ تُـنـكِـرُ أصـلَـهـا الـصِّـلصالا

و الْــهِـمْ بِـخُـلـقِكَ عـــاذِلاً و مُـعـادِياً
          لِـلـخَـيرِ ، و افْـسَـحْ لِـلـصَّفاءِ مَـجـالا

و اخفِضْ جَناحَكَ لِلسَّلامِ فَما انثَنَتْ
          فــيـكَ الــمُـروءَةُ لــو حَـقَـنتَ نِـكـالا

فَــالـشَّـرُ مَــعـقـودٌ بِــــأرذَلِ خَــلْـقِـهِ
          و مُــحـالُ يَــهـوَى الـطَّـيِّبونَ عِــذالا

فـإذا اضْـطُررْتَ إلى النِّزالِ و مُرغَماً
          فَــاكـسَـبْ غَــريـمَـكَ إنْ أرادَ نِــــزالا

و زِنِ الـصَّداقَةَ فـي الـظَّلامِ فَـمَا لَـها
          وَزْنٌ لِــيُـبْـصَـرَ إنْ لَــمَــحـتَ هِــــلالا

لِــلــنَّـاسِ أَوزانٌ تُـــقــارِبُ بَــعْـضَـهـا
          غَـيـرُ الَّــذي فــي الـقَـلبِ أَكـثَـرُ مَـالا

و يَفيضُ مِنْ عُنُقِ الفُؤادِ إذا انقَضى
          مـــالٌ ، وَ مـــلَّ الـحَـظُّ مِـنـهُ و مــالا

فَـالـنَّـاسُ لَـيْـسَـتْ بِـالـمَظاهِـرِ إِنَّمَــا
          بِــالـفِـكـرِ تُــبـصِـرُ لِـلـحَـيـاةِ جَــمــالا

فَـالـمَـظهَرُ الـجَـذّابُ يَـخـدَعُ فـارِغَـاً
          و يَـروزُ نَـدْسٌ تُبَّــــــعَاً و زِمـــــــــالا

قَــدْ صــارَتِ الأَشـنـابُ تُـعـتَقُ زيـنَةً
          مُــــــذ آلَ مِــنــهـا لِــلـخَـنَـا مـــــا آلا

زَمَـنٌ ( تَـوَلدَنَ ) و الـرِّجالُ تَـضاءَلَتْ
          و يَــقــودُ أَشـبــاهُ الــرِّجــالِ رِجـــالا

بَـعضُ الـسُّيوفِ مِنَ الحَديدِ تَشَكَّلَتْ
          و يُـزَيِّــنُ الــحَـجَـرُ الـكَـريـمُ نِــصـالا

فَـالقَصدُ فـي بَـسطِ الـحَديثِ مَفادُهُ
          أَنّـــى بَـلـغـتَ بِــمـا بَـسَـطّتَ فِـضـالَا

أَعــرِضْ عَـنِ الـفِعلِ الَّـذي إن شـابَهُ
          رِيــــبٌ تُــضَـيِّـعُ بِــالـحَـرامِ حَــــلالا

و اسـلُكْ طَريقَكَ في الحَياةِ فَسَهلُها
          وَعـــرٌ ، فَـكَـيـفَ إذا سَـلَـكـتَ تِـــلالا

فَـانظُرْ ، فَـحَولُكَ مِنْ فَصيلَةِ جِنسِنَا
          بَـــشَــرٌ بَــــواقٍ يَـمـتَـطـونَ خَــيــالا

فَـالبَعضُ مِـنهُمُ لَـو قَـرأتَ وُجـوهَهُمْ
          لَـسَـلَـوتَ فـيـما قَــد قَــــرَأت مَــــآلَا

فَـاخْـتَرْ رَفـيـقَ الــدَّربِ مِـمَنْ مـا لَـهُ
          وَجــــهٌ لِــيُـقـرَأَ إنْ أَصَــبـتَ مَــطـالا

و احـقِر - مِـنَ الـقَومِ - الَّـذي بِـلِسانِهِ
          نَـــمِــرٌ و يُــصْـبِـحُ إنْ زَأَرتَ غَــــزالا

لا تَقــرَبَنَّ الـنَّذلَ في نَسَــبٍ و خُــذْ
          مِــــنْ بَــيــتِ أَصــــلٍ إنْ أَرَدْتَّ دَلالا

فَــإذا الـسُّـنونُ تَـلاءَمَـتْ بِـجُحودِها
          عِـــنْــدَ الأَصــيـلَـةِ لا تُــبَــدِّلُ حَــــالا

و بَـنـونُـها يَـــرِدُ الـمَـخـاوِلَ عِـرقُـهُمْ
          فَـاخْـتَـرْ لَــهُـمْ قَـبْـلَ الأُمـومَـةِ خَــالا

و اخـتَـرْ أصــيـلاً لـلـكَـريمَةِ حَـيـثُـما
          لا يَــصْـنَـعُ الــمــالُ الـوَفـيـرُ رِجـــالا

فَـالـمالُ يَـذْهَـبُ و الأَصـالَـةُ مــا لَـها
          عُـــمــرٌ لِـتَـفـنَـى أو تَــشِــحَّ جَــــلالا

و الـمـالُ لا يَـشـري الـرُّجـولَةَ إذْ بِـها
          نَـــــــزفٌ ، و طَـــبْـــعٌ لِـــلـــرَّداءَةِ آلا

و اقـصُـدْ بِـيـوتَ الأكـرَمينَ مُـجاوِراً
          تَـــنَـــلْ الــكَــمـالَ إذا أردتَّ كَـــمــالا

إنْ لَــمْ تُــزَدْ فَـضـلاً فَـيَـكفي طـالـما
          تَـــزدادُ مِــنْ شِـيَـمِ الـكِـرامِ خِـصـالا

و احـــذَرْ مُـجـاوَرَةَ الـبَـخيلِ فَـبَـيتُهُ
          قَــبــرٌ وَ تُــحـسَـدُ إنْ قَــرَعــتَ دِلالا

و تَـجَنَّبِ الـرَّجُلَ الـحَلوفَ و مَـنْ إذا
          جــادَلـتَ يَـسـبِـقُ بِـالـيَـمِينِ جِـــدالا

فَـالصِّدقُ يُـقرَأُ إنْ نَـطَقْتَ وَ فُـسحَةٌ
          لِـلـصِّـدقِ تَـنـضِبُ إذْ حَـلَـفْتَ طِـوالا

و يُـشَـكُّ فـيكَ إذا اسْـتَعَنتَ بِـشاهِدٍ
          لِــيَـقـولَ فــيـكَ مَــراجِـلاً و نِــضـالا

مَـعـنى الـرُّجـولَةِ لا يُـصـاغُ و أَصـلُهُ
          فِــعــلٌ يُــــذاعُ إذا أجَــــدتَ فِــعـالا

يــــا أيُّــهـا الإنــسـانُ أنَّـــى تَـبـتَـغي
          فَــضـلاً ، و تُـبـخِسُ رَبَّــكَ الأَفـضـالا

لا تَـــرجُ دُنــيـاكَ الــغَـرورَ ، فَــواهِـمٌ
          مَــن عاشَ فـــي أحضــانِها مُخــتالا

هَل ذات يَومٍ قَــد عَلِمـتَ مِـنَ الوَرى
          مَــنْ طالَ أنـفـاسَــاً لَــهُ و خَـيالا ؟!

مَـن لَـــم يَنَلْ مِـــــنْ أَمـــرِهِ أنفَاسَــهُ
          أَيَنالُ مِــنْ زَيـفِ الـدُّنا مــــا نَالا ؟!!

هٰذي هــــيَ الـدُّنـيـا فَــكُـلُّ مَـتـاعِـها
          إن لـــم يَـــزُلْ فَـلِـصـاحِبٍ قَـــد زالا

بِــالــلّٰهِ نُــؤمِــنُ و الـدِّيـانَـةُ مَــنـهَـجٌ
          و الـنَّـهـجُ يَـسـبِـقُ لِـحـيَـةً و سِـــدالا

جَــرُّ الـمَـغانِمِ و المَـكاسِبِ قَــد غَـدا
          بــاســمِ الــدِّيانَةِ حِــرفَــةً و مَجَـــالا

فَـاعرِضْ عَـنِ الـمَــرءِ الَّذي في دِينِهِ
          غـــايٌ لِـيَـبـلُغَ فـــي الـحَـيـاةِ مَــنـالا

و ابــذُرْ فَـخَـيرَاً إنْ بَــذَرتَ حَـصَدْتَّهُ
          أَجــرَاً وَ تَـكـسَبُ إنْ حَـصَدتَّ غِـلالا
 
تيسير الشَّماسين
الوطن العربي - القطر الأردني

٢٨ / ١ / ٢٠١٧

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...