توبة شيخ ومناجاته
ضاقت إلهي بالفؤاد الأضلع
يا ضيق نفسي فالفؤاد مروّع
لما علمت بأن نفسيَ قاربت
منها المنون وأنها ستودّع
ناديت ربي خيفةً وتضرّعاً
وقبيل ذلك كنت لا أتضرّع
رباه طالت غفلتي وعمايتي
من لي سواك يجيرني ويشفّع
يا ربّ إني قد أتيتك صاغراً
متوسّلاً علّ التوسّل ينفع
ضاقت بيَ الأبواب لما رمتها
لكن بابك واسع ومصرّع
فأغثنِ يا ربي برحمتك التي
تحيي القلوب فإن قلبيَ بلقع
فالذنب إن لم أجتثثه فإنه
ينمو بنفسي أصله ويفرّع
ولقد بكيت على زمان قد مضى
لما علمت بأنه لا يرجع
قد كنت آخذ حلوه والنفس من
حلو الزمان ورغده لا تقنع
حتى إذا أزف اللقاء لخالق الث..
..قلين سالت من عيوني الأدمع
وبدأت أحفد للإله تقرّباً
مزّقت ثوبي ثم جئت أرقّع
كلا..! فثوب لم يمزّقه الفتى
أحلى وأبهى في العيون وأروع
فاحرص على ثوب نقيٍّ طاهرٍ
أرواحه من حوله تتضوّع
وامنح صلاتك يا إلهي للذي
أفنى لياليَه يقوم ويركع
لولاه لم نعرف معالم ديننا
ولما استبان لنا الطريق الأنصع
عفّ الإزار كريمةٌ أخلاقُهُ
يرجو الشفاعة في الورى فيشفّع
من لي سوى ربي يمنّ تفضّلاً
فهو الرجاء إليّ وهو المطمع
واصلت حبل الناس لكن قطّعوا
فوصلت حبلك . إنه لا يُقطع !
* أحمد اليوسف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق