أنا القصيد
أسرجت بيني وبين الحرف مشكاتي
حتى رأيت انعكاس الضوء في ذاتي
فرحت أسكب في كأس الضمير له
خمراً معتّقة من دنّ آهاتي
وأترع النفس من أكوابها مِذَقاً
كوباً فكوباً على لحن الصبابات
فيخرج الشعر. مزهوّا بطلعته
نشوان من كرعه صهباء ناياتي
تضمّخ الحرف من عطر ابتهالاتي
فراح ينزف من جرحي معاناتي
ويسلخ الخوف من جسم الفؤاد مُدَىً
نصالها كالظّبى شُكّت. بأناتي
إني أرى الشعر روحاً ضمّها جسدي
وخطّ أنماطها سِفراً بدمعاتي
وليس ما . مِن قرار النفس أنضخه
بسلعة أبداً بالسوق مزجاة
به أرتّق ما أبليتُ من رمق
مضى وأجمع فيه كلّ أشتاتي
هو المجرّة تُلفى في سماواتي
تسعى بها ولها. أجزاء ذرّاتي
أنا القصيد المسجّى فوق قافيتي
طيفاً تسلّل لي من سطح مرآتي
فلست لا شبحاً يسري على قدم
وما تراه سوى ظلّ انعكاساتي
فخذ يراعي وسطّرني قصائدَ في
الأشعار خالدة . دون انحناءت
محمد حاج مصطفى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق