الأربعاء، 12 أغسطس 2020

الشاعر د. فواز البشير .. ما غير الحب ينقذ ..

ما غيرُ الحب ينقذ 

قد هدَّني عجزي عنِ الإتيانِ  
وأحالني للخسفِ والخسرانِ  

لما طلبتُكَ كي تكونَ بجانبي 
لم ألقَ غيرَ الهمِّ والأحزان ِ

إنّي البعيدُ وليسَ لي من آلة ٍ
لأكونَ عندكَ في المكانِ الثاني 

قصّرتُ حتى قيلَ لستُ بسالمٍ 
ورُميتُ بالإرجافِ والبهتانِ 

ومشيتُ فوقَ الشوكِ نحو منازلٍ 
أضحت تموجُ برفّة  الأجفان ِ

أنتَ المرادُ وليسَ لي من حاجة ٍ
إلا إليكَ، فهل يفوز ُجناني؟ 

يا ليتَ أنكَ صرتَ بين جوانحي 
وبقيتَ ملتصقاً على جدراني 

يا ليتَ أني قد تركتُ ترددي
وأتيتُ نحوكَ كي تكونَ أماني 

واللهِ لو أنصفتُ فيكَ حقيقتي 
لسكنتَ طولَ الدهرِ في وجداني 

إني أحبك َوالغرامُ وسيلتي
والبعدُ والتبريحُ قد أعياني

وأريدُ وصلكَ غيرَ أني جاهلٌ
كيفَ الوصولُ لمنزلِ الخلانِ؟ 

حاربتُ فيكَ عشيرتي متأولاً
بأدلّةٍ عزّت عنِ التبيانِ

ومضيتُ نحوكَ  طالباً متودداً
وسعيتُ للقيا بغيرِ تواني

و تركتُ  عاذلتي ولم أحفل بها
وهجرتُ منها منزلي ومكاني 

وسقطتُ تحتَ الشمسِ ألهثُ عارياً
والشوقُ أتعبني وهدَّ كياني

بينَ التلالِ وليسَ ثمةَ منقذ
يهدي الغريبَ لأقربِ الأوطان

أاموتُ عنكَ وأنت غايةُ مهجتي
وأغيبُ لا ألقاكَ بضعَ ثوانِ

ويظنني الأقوام ُ سلعةَ ناقصٍ
مع أنني حجرٌ من الصوانِ

ولقد بذلتُ الروحَ وهي عزيزةٌ 
وذُهِلتُ عن قومي وعن أقراني

وأتيتُ أرجو منكَ نظرةَ محسنٍ 
فارحم فؤاداً دائمَ الخفقانِ

ولربما قد متُّ فيكَ للحظةٍ
والحبُّ بعدَ الموتِ قد أحياني

جاءت نجومٌ في السماءِ تزورُني
ورمت أشعَّتها على الشطآنِ

تتلو عليَّ من الملائكِ رحمةً
آياتُها من سورةِ الرحمنِ

وتقولُ فزتَ بما حملتَ من الهوى
لا بالذي قدّمتَ من هذيانِ

كلُّ الذي عملَت يداكَ لأجلهِ 
عبثَت بهِ عمداً يد ُالشيطانِ 

ما غيرُ هذا الحبِّ أنقذَ مبتلىً
وهو الذي قد جاء َبالإحسانِ 

د فواز عبدالرحمن البشير 
سوريا 
٩-٨-٢٠٢٠

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...