الأربعاء، 12 أغسطس 2020

الشاعر عبداللطيف خوسي .. قد كنت يا لبنان. ..

كنت قد نشرت قصيدة لبنان لشاعر العربية الكبير إيليا أبو ماضي التي يقول في مستهلها:

اثنان أعيا الدهر أن يبليهما 
 لبنان والأمل الذي لذويه

نشتاقه والصيف فوق هضابه 
ونحبه والثلج في واديه

أقدم بين أيديكم قصيدتي الموسومة ب " قد كنت يا لبنان " معارضة للقصيدة الباذخة السالفة الذكر.
أرجو أن تلامس قلوبكم و تنال استحسان أذواقكم.

 * قد كنت يا لبنان *

لُبنانُ يُبعَثُ من رماد كُلّمَا
هَبَّ الرّدَى بالنّارِ كي يُفنِيهِ

مِنْ كُلِّ حارِقَةٍ يَسُلُّ جناحَهُ
مُتسامياً فوق الذي يُؤدِيهِ

كَمْ صدَّ قَيظَ الغَيِّ ثَلجُ جبالِهِ
و تَعثَّر الأنْذَالُ في وادِيهِ!

و سَمَا على غَدرِ الكتائِبِ بَعدَمَا  
حَضنَتْ كِيانَ العارِ كَي تَأْويهِ

مَا ضَرَّهُ غَزوُ الغُزاةِ وَ نارُهُم
بَل ضَرَّهُ غَدر بِساحِ بَنِيهِ

ـــــــــــــــــــــ

لُبنانُ تَطلبهُ الحياة لِحُضنِهَا
فَإذا أَشاحَ الطَّرفَ تَستَرضِيهِ

هُو بَسمةٌ ضاءَتْ وَ شَعَّ نُضَارُهَا
يُبدِي الرِّضَا في وجه من يَأتيهْ

لَوْ فَحَّمَتْ سُحُبُ البُغاةِ سَماءَهُ
فجِبالهُ بِبَيَاضها تُضوِيهِ

وَ تَهُبُّ مِن غاباته نَسَمُ الصَّبَا 
تَجلُو اسوِدَادَ القُبحِ أَوْ تَنفِيهِ

ــــــــــــــــــ

أَسَفِي على وطنٍ تَصَرَّمَ عِقدُهُ
 وَ تناثَرَت حَبَّاتُهُ فِي التِّيهِ

قَد كُنت يا لبنان أوْسَط عِقْدِهِ
وَ الفكر تاجٌ فوق رَأسِ ذَوِيهِ

وَ النَّبضُ مَغرِبُهُ وَ شَرق رُوحهُ
وَ القلبُ كَعبَتُهُ التِّي تُعْلِيهِ

أَرْثيك أَمْ أَرثِي العُرُوبةَ وَ العُرَى
بَينَ انبِطاحِ مُدَجَّنٍ وَ سَفِيهِ

وَطنِي الكَبِير تَخالفَتْ أَنسَاقُهُ
وَ تَمَنَّعَتْ عَن دَفَّةِ التَّوْجِيهِ

مَا بينَ بَحر أو مُحِيط رِيحُهُ
تَجرِي على غَيرِ الذي يُرضِيهِ

كُسِفَتْ شموس الحق فوق قِلاعِهِ
بَعدَ العُلا آلَتْ إِلَى التَّسفِيهِ

فَتَسَيَّدَ الإِرْجَافُ فَوق تُرابهِ
مُتنَطِّعاً يَصبُو إِلَى التَّألِيهِ

فِي غَربِه لُحَمُ الإِخاءِ تَنافَرَتْ
وَ بِشرقِه إِبرُ الأَذَى تُدمِيهِ

مَنْ ذَا الذي يُعلي النَّذيرَ بِساحِهِ ؟
أَوْ يا تُرَى مِن  غَفْلةٍ يُصحِيهِ ؟

عبد اللطيف خوسي 

11 غشت 2020
الواحدة  صباحا

،

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...