مأساة العيد
________________
داعٍ دعا لحضور فطر العيد
فتوافدوا وبقيتُ في تنهيدي
كم مرّةً أجد الحياةَ ضنينة
لا حظّ لي فيها ببعض سعود
ياليتهم ما قد أثاروا عبرتي
و عليَّ قد تركوا رداء شرودي
يقعُ النزوح على النزوح و جمعهم
باقٍ و غاب عن الجموع شهودي
فالعيد يجمعهم ولو في غربةٍ
و أنا لوحدي في التغرب عيدي
والعيد لولا الجمعُ يوم باهتٌ
فازت به الآهات بالتصعيد
صفراء بسمتُنا به مكظومةٌ
فيه الوجوه بلا ورود خدود
مخنوقةٌ جُملي تحاكي غصّتي
و يئن من نزف الجراح قصيدي
والناي في صدري تنوح حزينة
وعلى البيات قد استقرَّ نشيدي
عذراً لأني قد تركت مشاعري
تحكي نزوفي وانفلات وريدي
عيدٌ أتانا لا جديد بأفقه
ما العيدُ إن لم يأتِنا بجديد؟
غيرِ الأسى لفراقٍ عهدٍ قد مضى
و شقاء عيشٍ غصَّ بالتنكيد
و طلولِ ذكرى في الديار عزيزة
صارت كحلمٍ ضائع مفقود
أيامَ كان العيد يومَ تزاورٍ
بين الأحبّةِ دونما تمهيد
و تباسطٍ و تحاببٍ و مودةٍ
توحي بعيش هانئ و رغيد
و الحبُّ مائدة القلوب تضمُّها
في يوم عيدٍ باسمٍ و سعيد
أما الطفولةٌ بهجةٌ و مسرَّةٌ
وتسابقٌ لهديّةٍ و نقود
يا فرحة الأطفال أقبل بشرُهم
بتهافت القبلات والتعييد
مثل العصافير الطروبة غرَّدت
تحكي ابتهاج القلب بالتغريد
و اليوم غربتهم تُخضِّبُ عيدهم
بسوادها و قتامها المعهود
ما ذا سيعني اليوم عيد طفولة
عانت من التهجير والتشريد
ما الطفلُ فينا غير تربِ ميتَّم
و شقيق مفقود قضى كشهيد
يا عيدُ فارجع فالقلوب كسيرةٌ
كي لا تُصاب من الأسى بمزيد
وإذا وجدت إلى القلوب منافذاً
لا تقترب من قلبيَ الموصود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق