من وحي ليلة القدر المباركة...
رَبَّاهُ عَفوَكَ قَدْ أَسأْتُ كَثيرا
وَرَسَفتُ في قَيدِ الذُّنوبِ أسيرا
وَرَفلْتُ في ثَوبِ الغُرورِ مُكابراً
والظَّنُّ أنِّي قَدْ أعيشُ دُهوراً
ولهَثْتُ خَلفَ الرِّزقِ يَحدوني الغِوى
وَبريقُ حُلْمٍ قَدْ غَدا دَيْجورا
مرَّت قِطاراتُ السِّنينَ ولَمْ أزلْ
وَحدي أخاتلُ للعُبورِ جُسورا
وَأَجوسُ ألغازَ الحَياةِ وَهُدهُدي
قلْبٌ شَقِيٌّ أخْطأَ التَّفسيرا
والشَّيْبُ عربَدَ في سُفوحِ مفارقي
ليكونَ عنْ زَمنِ الرَّحيلِ نذيرا
لَمْ أكتَرِثْ لبياضِهِ مُتَعامِياً
أُخفيهِ لَوْ أَبدى إِلَيَّ ظُهورا
يا تَعْسَ نَفْسي يا لَسوءِ نُبوءَتي
مَرَّ الزَّمانُ وَما جَنَيْتُ سُرورا
وَمَدَدْتُ للرِّيحِ الجَموحِ أصابعي
كَيْما ألَمْلمَ حَظِّيَ المَنْثورا
لاطيفَ خَلْفَ السَّفحِ يَنطُرُ غُربتي
فَعَلامَ أَخدَعُ وَعْديَ المَبتورا
وَعَلامَ ألْجُمُ ياحُروفُ مواجعي
وَصهيلُ جُرحي أنطَقَ العُصفورا
وإلامَ أسْفحُ للسَّلامِ حَمائماً
وَفَّتْ لآلاتِ الحُروبِ نُذورا
*** *** ***
رَغْمَ الدُّموعِ وَرَغْمَ أَسرابِ الشَّجا
مازلتُ ألمَحُ في الغيابِ حُضورا
وَيَطوفُ في رُوحي نَقاءُ سَريرةٍ
تَسْتافُ مِنْ عِطرِ اليقينِ النُّورا
وَحُشاشَةٌ تَهفو لغيمةِ رحمةٍ
مِنْ كَفٍّ رَبٍّ يُتْقِنُ التَّدبيرا
مِنْ جودِهِ يُمسي اليَبابُ حَدائقاً
لِتُذيعَ في رَحْبِ الفضاءِ عُطورا
يا ليلةَ القدرِ التِّي لِبَهائها
باتَ المدى مُتَأَلِّقاً مَبهوراً
ألقيتُ رَحلي عِندَ بابِكِ أرتجي
ربًّا كريماً راحماً وَغفورا
وَخَفضْتُ ذُلِّي وانكساري صاغراً
ياربِّ كُنْ لي مِنْ لَظاكَ مُجيرا
واحْفَظْ بلادَكَ لا تَضُنَّ بنَظْرةٍ
واسكُبْ على مُهَجِ العبادِ حُبورا
هاقَدْ رجَوْتُكَ يا إلهي طامِعاً
وَجَعَلْتُ دمعي للسَّماءِ سَفيراً
وَعَبَرْتُ مِنْ ثُقْبِ الرَّجاءِ لِفُسْحَةٍ
مِنْ نورِ نورِكَ عاشِقاً مَسْرورا
فَلَنِعْمَ مَنْ أَدعوهُ رَبًّا خالِقاً
أَرجوهُ دَوْماً أَنْ يَظَلَّ نَصيرا
فاجْعَلْ حُروفي في لقاكَ هُوِيَّتي
إِنِّي ذكرتُكَ في الظَّلامِ كَثيرا
ياسر فايز المحمد-سوريا-حماة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق