كما تدين تدان
_______________
تحارب من تشاء من البرايا
و أنت مغاضبٌ ربَّ البرايا
أيُغضب سيِّداً بالجهر عبدٌ
إليه يداه مدَّت بالعطايا
و في ملكوته يمسي بأمنٍ
ويُصبحُ لا تُكدِّره الرَّزايا
وسخَّر كلَّ ما في الأرض طوعاً
لخدمته و ساق له المطايا
و صار له بنون لديه تسعى
و في أكنافه عاشوا رعايا
و صاغ له تُرابَ الأرض تبراً
و أجرى بالفيوضات الرّكايا
ومتَّعه بدنياه إلى أن
تفوَّق كاسباً أعلى المزايا
فيعلنُ بعد ذاك عليه حرباً
ويقترفُ المساوئ والخطايا
ويغدو مثقلاً بحمول إثم
و يملأ من معاصيه الرّوايا
ويأمن مكره جهلاً و كفراً
و يحسبُ أن ستُخطئه البلايا
ولا يخفى على مولاه شيءُ
تعالى الله عن لفظ الخفايا
بصيرٌ بالعباد لهم سميعٌ
ويعلم ما أسرّوا بالنّوايا
حليمٌ بالعصاةِ لهم رقيبٌ
ويفتنهم بإغداق الهدايا
إلى أن يصبحوا نائين عنه
ويبلغ نأيهم أقصى الزوايا
فيأخذهم إله الكون أخذاً
و تحلو حينها لهم المنايا
ولكن ليس يسعفم خلاصٌ
فقد باتوا لما فعلوا ضحايا
تُدانُ كما تدينُ وأنت حرٌّ
و تعكس ما تشاهده المرايا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق