الاثنين، 20 أبريل 2020

الشاعر محمد سامي العمر .. صهيل الروح

صَهيلُ الرّوحِ .
...............
قلميْ حزينٌ ، باحَ بالعَبَراتِ .
وتَقَطَّرَتْ بأنينِِها كَلِماتي .

ومَشى على جَمْرِ اللَّظى مُتَخَبِّطاً
أَمَلي ، بإيقاعٍ مِنَ الآهاتِ .

والحُلمُ أبحرَ فيْ ظلامِ روايتي .
وتَكسَّرَتْ بينَ الصَّدى أصواتي .

ياقصَّةً نُسِجَتْ بألوانِ النّوى .
رَكَزَتْ لواءَ الحُزنِ في قَسَماتي .

ما للثوانيْ قَد تَطاولَ ذيلُها ،
وقد ارتَدَتْ ثوباً مِنَ السّاعاتِ .!!؟

ما للكواكِبِ أَوقَفَتْ جَريَانَها ،
وجَثَتْ على صَدريْ بكلِّ ثَبَاتِ .!!؟

والشّمسُ قَطَّعَتِ الضّفائرَ . هاجَرَتْ .
تاهَتْ بأوكارٍ مِنَ الظُّلُماتِ !!

أََسْقَيْتُها روحيْ ليُومِضَ خَدَّها .
فَتَنَكَّرَتْ مَطْفِيَّةَ الوَجَناتِ .!!

ناديتها .. فَتَطَاوَلَتْ ياءُ النِّدا
حَبلاً على عُنُقِي مِنَ الحَلَقاتِ .

ياءَ النِّدا *.. في نُقطَتَيكِ مَنِيَّتيْ
شُدِّيْ حِبالَكِ ، وَاعدميْ شَهَقَاتي .

في ( جُبِّ يوسُفَ ) أرتميْ ..
فَتَموتُ كلُّ مزارِعِ الأَحلامِ والبَسَماتِ .

وَسْطَ الغَيَاهِبِ لا أرى ( سيّارةً )
تأتيْ لِتُعْلِنَ ( للعَزيزِ ) نَجاتي .

و ( قَميصِيَ ) المَصلوبُ سافَرَ باكِياً ..
فَبأيِّ ذَنْبٍ يرسُمونَ شَتَاتي .!!؟

وبأيِّ ذَنْبٍ أحتسيْ كأسَ الّنّوىٰ .!!؟
وبأيِّ ذَنْبٍ قُطِّفَتْ زَهَراتي .!!؟

يا أيُّها الغُولُ الَّذيْ أَسقيتَني
كأسَ السُّمومِ ، وقُلتَ ماء حياتي .

إنِّيْ خَرَجتُ اليومَ أحملُ في يدِيْ
رَأسيْ ، وأرفُضُ أنْ تقيمَ وَفَاتِي .

فَأنا الدِّمَشْقِيُّ الّذيْ مِنْ راحَتِي
شَرِبَتْ علومُ الأرضِ ماءَ فراتِ .

وأنا الّذيْ أطْعَمْتُ كلَّ حَضارةٍ
عَصماءَ  فوقَ الأرضِ بعضَ فُتَاتِي .

وأَنا الَّذي اقتَدتُ النُّجومَ وصغتُها
لحناً يُغَنّيهِ الزَّمانُ الآتي .

طَيَّرتُ أَسرابَ الحَمامِ قَصائداً ،
وبَنَيتُ عُشَّ الحُبِّ في شُرُفاتي .

وصنعتُ من جَسَديْ صَليباً حامِلاً
كُلَّ الخَطَايا من سِهامِ رُماتي .

أَستَنْشُقُ الأشواكَ من ألمِ الوَرى
وأَبُثُّها وَرداً على نَفَثاتي .

سأظلُّ أنزفُ بالبَساتينِ الّتي
سُقِيَتْ من الآلامِ في جَنَباتي .

فإذا صَلَبتُمْ بَوحَ روحيْ مرةً
فَسَتَنْبُتُ الكَلِماتُ فوقَ رُفاتي .

وإذا سَفَكتُم دَفقَ أقلامي سُدَىً
فسَيُصبِحُ الشّريانُ نَهرَ دَوَاتِي .

أمسيْ كيومي بالدُّموعِ مُخَضّبٌ ،
جرحٌ يَسيلُ على جَبينِ الآتي .

أبحرتُ في مَوجِ الدّموعِ فَلَم أَجِدْ
شَطّاً لأرميَ فَوقَهُ مَرساتي .

وبحَثتُ عَن جُزُرِ الخَلاصِ بزورقٍ
سَئِمَ الطَّريقَ بِأَعظُمٍ نَخِراتِ .

هَرِمٍ وكَفُّ الموجِ يأْكُلُ لحمَهُ .
والرّيحُ تعزفُ نَغمَةَ الأمواتِ .

لكنَّني ( آنَستُ ناراً ) فَامكثي
ياروحُ عَلّيْ أَهتَدي طُرُقاتِي .

وسَمعتُ صوتاً هزَّ روحي غبطَةً
فيهِ القَداسَةُ طَيِّبَ النّفَحاتِ :

" سَنُعيدُ مَملَكَةَ الضِّياءِ ، وتزدَهي
بالحبِّ بالأنوارِ بالبَسَماتِ ."
    .............
*ياءَ النّدا : تخفيف ياء النداء .
ياءَ النّدا : ياءَ : منادى مضاف بأداة نداء محذوفة ، منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره ..
التقدير : يا ياءَ الندا .
.... شعر : محمد سامي العمر ...
Mohamd Sami Sami

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...