صَهيلُ الرّوحِ .
...............
قلميْ حزينٌ ، باحَ بالعَبَراتِ .
وتَقَطَّرَتْ بأنينِِها كَلِماتي .
ومَشى على جَمْرِ اللَّظى مُتَخَبِّطاً
أَمَلي ، بإيقاعٍ مِنَ الآهاتِ .
والحُلمُ أبحرَ فيْ ظلامِ روايتي .
وتَكسَّرَتْ بينَ الصَّدى أصواتي .
ياقصَّةً نُسِجَتْ بألوانِ النّوى .
رَكَزَتْ لواءَ الحُزنِ في قَسَماتي .
ما للثوانيْ قَد تَطاولَ ذيلُها ،
وقد ارتَدَتْ ثوباً مِنَ السّاعاتِ .!!؟
ما للكواكِبِ أَوقَفَتْ جَريَانَها ،
وجَثَتْ على صَدريْ بكلِّ ثَبَاتِ .!!؟
والشّمسُ قَطَّعَتِ الضّفائرَ . هاجَرَتْ .
تاهَتْ بأوكارٍ مِنَ الظُّلُماتِ !!
أََسْقَيْتُها روحيْ ليُومِضَ خَدَّها .
فَتَنَكَّرَتْ مَطْفِيَّةَ الوَجَناتِ .!!
ناديتها .. فَتَطَاوَلَتْ ياءُ النِّدا
حَبلاً على عُنُقِي مِنَ الحَلَقاتِ .
ياءَ النِّدا *.. في نُقطَتَيكِ مَنِيَّتيْ
شُدِّيْ حِبالَكِ ، وَاعدميْ شَهَقَاتي .
في ( جُبِّ يوسُفَ ) أرتميْ ..
فَتَموتُ كلُّ مزارِعِ الأَحلامِ والبَسَماتِ .
وَسْطَ الغَيَاهِبِ لا أرى ( سيّارةً )
تأتيْ لِتُعْلِنَ ( للعَزيزِ ) نَجاتي .
و ( قَميصِيَ ) المَصلوبُ سافَرَ باكِياً ..
فَبأيِّ ذَنْبٍ يرسُمونَ شَتَاتي .!!؟
وبأيِّ ذَنْبٍ أحتسيْ كأسَ الّنّوىٰ .!!؟
وبأيِّ ذَنْبٍ قُطِّفَتْ زَهَراتي .!!؟
يا أيُّها الغُولُ الَّذيْ أَسقيتَني
كأسَ السُّمومِ ، وقُلتَ ماء حياتي .
إنِّيْ خَرَجتُ اليومَ أحملُ في يدِيْ
رَأسيْ ، وأرفُضُ أنْ تقيمَ وَفَاتِي .
فَأنا الدِّمَشْقِيُّ الّذيْ مِنْ راحَتِي
شَرِبَتْ علومُ الأرضِ ماءَ فراتِ .
وأنا الّذيْ أطْعَمْتُ كلَّ حَضارةٍ
عَصماءَ فوقَ الأرضِ بعضَ فُتَاتِي .
وأَنا الَّذي اقتَدتُ النُّجومَ وصغتُها
لحناً يُغَنّيهِ الزَّمانُ الآتي .
طَيَّرتُ أَسرابَ الحَمامِ قَصائداً ،
وبَنَيتُ عُشَّ الحُبِّ في شُرُفاتي .
وصنعتُ من جَسَديْ صَليباً حامِلاً
كُلَّ الخَطَايا من سِهامِ رُماتي .
أَستَنْشُقُ الأشواكَ من ألمِ الوَرى
وأَبُثُّها وَرداً على نَفَثاتي .
سأظلُّ أنزفُ بالبَساتينِ الّتي
سُقِيَتْ من الآلامِ في جَنَباتي .
فإذا صَلَبتُمْ بَوحَ روحيْ مرةً
فَسَتَنْبُتُ الكَلِماتُ فوقَ رُفاتي .
وإذا سَفَكتُم دَفقَ أقلامي سُدَىً
فسَيُصبِحُ الشّريانُ نَهرَ دَوَاتِي .
أمسيْ كيومي بالدُّموعِ مُخَضّبٌ ،
جرحٌ يَسيلُ على جَبينِ الآتي .
أبحرتُ في مَوجِ الدّموعِ فَلَم أَجِدْ
شَطّاً لأرميَ فَوقَهُ مَرساتي .
وبحَثتُ عَن جُزُرِ الخَلاصِ بزورقٍ
سَئِمَ الطَّريقَ بِأَعظُمٍ نَخِراتِ .
هَرِمٍ وكَفُّ الموجِ يأْكُلُ لحمَهُ .
والرّيحُ تعزفُ نَغمَةَ الأمواتِ .
لكنَّني ( آنَستُ ناراً ) فَامكثي
ياروحُ عَلّيْ أَهتَدي طُرُقاتِي .
وسَمعتُ صوتاً هزَّ روحي غبطَةً
فيهِ القَداسَةُ طَيِّبَ النّفَحاتِ :
" سَنُعيدُ مَملَكَةَ الضِّياءِ ، وتزدَهي
بالحبِّ بالأنوارِ بالبَسَماتِ ."
.............
*ياءَ النّدا : تخفيف ياء النداء .
ياءَ النّدا : ياءَ : منادى مضاف بأداة نداء محذوفة ، منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره ..
التقدير : يا ياءَ الندا .
.... شعر : محمد سامي العمر ...
Mohamd Sami Sami
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق