( (نعيب زماننا والنفس جيفة))
نقر قناعة النفس العفيفةْ
وتنكره اللئيمة والسخيفةْ
على ما كان علمنا المُصَلَّى
عليه وسلم الله المنيفةْ
ولكن الحقيقة خالفتها
بواقعنا المُشَوَّه كالخسيفةْ
وكيف عيوننا عمدا تعامى
وتبصره الضريرة والكفيفةْ
ألا يا صاحبا أشدو إليه
زمان علاقة الطهر النظيفة
تغيرت الطباع ولست أدري
بأحداث تفاجئنا مخيفةْ
فيرجى خير من لا خير فيه
وجلد الشر أنعم من قطيفةْ
ويؤتمن المخون في زمان
يرى غير المؤهل للوظيفةْ
يُصَدَّقُ فيه أكذبنا وهذا
يُفَسِرُ حال أمتنا الضعيفة
أنا المُغْتَرُ في الدنيا ومنها
جريح القلب والأزكى نزيفهْ
يحف بنا الكثير وليس إلا
قليلا بالمواقف والحصيفةْ
ليبقى بالوفاء رجال عهدٍ
على الصدق الذي اقتسموا رغيفةْ
وحُوشُ الغاب نطعمها شقانا
وننهر كل دانية أليفة !!!
أرى الماضي الجميل نقاء نفسٍ
عليه حياتنا الأصفى الشريفةْ
فكم كنا به نجري سرورا
ونطلق ضحكة الطفل الظريفةْ
وننهم من بديع العم يحيى
ونفطر عند خالتنا لطيفةْ
سقا الله الأصيل وواصليه
ومنزلة الأصالة والمضيفةْ
كبير القوم نادانا صلاحاً
وتجمعنا به تلك السقيفةْ
تَغَيَّرَ حالنا من بعد هذا
وشيخ الشمل قد أضحى عريفةْ
وأكرمنا بأبخلنا وأخرى
تبدلها محامدنا الصريفةْ
واحْلَمُنَا بأجهلنا عقولا
بلا قدر ولا وزن خفيفة
نواكبها حضارة كل غيٍ
وفسقٍ بالتشبه والمزيفةْ
فلا تلق الملامة في زمان
وحال المرء تطلقها قذيفةْ
اقيمتنا إذا نخلوا حياء
وميزان الخليقة بالصحيفةْ
هي الأخلاق بالأخيار أبقى
رجالات المقامات الوريفةْ
ولكنا على جهل شططنا
نعيب زماننا والنفس جيفةْ !!
شعر / ابن غلفان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق