الاثنين، 30 مارس 2020

الشاعر محمد حاج سليمان .. علام القهر يا أمي ؟

.       علامَ القهرُ يا أمّي؟

حَــمــامُ الـحـيِّ غـادرَ أم أقـامـا
أمِ الــتــرحــالُ أرَّقَــهُ فــنــامــا؟

أجـيـبـانـي فـإنَّ الـعـمـرَ يـمـضي
"ونـارُ الشوقِ تضطّرِمُ اضطِراما"

على أطــلالِ خـيـبـتِـنـا تَـــراءى
حَـمـامٌ أبــيـضٌ يَـبـكي حَـمـامـا

ويـنـدبُ صـولَــةَ الأطـفـالِ فيها
ودوراً أصـبـحَـتْ ويْـلـي رُكـامـا

حَــمــامُ الحيِّ سـاءَتْــهُ الدواهي
فغادَرَ حـيــثُ ضِحْكاتُ اليتامى

يـقـولُ فـلا أعــودُ ولـم يـعـودوا
ويَحيوا بـعـدَ عـودتِـهِـمْ كــرامــا

ألا يــا طـائـري الميمونَ عــجِّــلْ
فداعي الموتِ في الأجواءِ حاما

يـبـثُّ الـرعـبَ في الأرجاءِ غدراً
ويـنـفـثُ حـقـدَهُ فـيـنـا حِـمـامـا

غُـرابُ البينِ يـنـعـقُ حـيـثُ كُـنّـا
يـنـكّـدُ عـيـشَـنـا خـمـسـينَ عاما

مضَتْ خمسونَ والأعوامُ عَجلى
وذيـلُ الكلبِ فـيـهـا مـا استقاما

يقَتِّلُ مـن يـشـاءُ بــلا حَـسـيـبٍ
ويـهـدمُ دورَنــا الـبـاغـي انتقاما

وعـصـبـتُـهُ الدنيئةُ دونَ أصـــلٍ
تـحـلِّـلُ في مـشـقَّـتِـنـا الحَـرامـا

ومفتي القتلِ أســـوأُ مــن عليها
ولــو أبـــدى بـهـيـكـلِـهِ الـتـزامـا

مـسـاجــدُنـا الكئيبةُ هــدَّمـوهـا
فـــلا تلقى خــطـيـبـاً أو إمــامـا

تـضـيـقُ الأرضُ فينا كــلّ يـــومٍ
وتتَّسَعُ السماءُ لــمــن تَــســامـى

تـفـرَّقْـنــا تــشــتَّــتْـنــا جـمـيـعـاً
َتــهـجَّـرْنـا و مــازلـنـا عــظــامــا

بــيــوتُ الـشَّـعـرِ لا تُـدنـي كراماً
وسُكنى الـقـصـرِ لا تُـعـلي لـئـاما

سـنـرجـعُ يـا أخـي وأبــي وأمّـي
عــلامَ القهرُ يــا أمّــي عــلامــا ؟

ونـبـنـي دورَنــا حُــبّــاً وعَـطـفـاً
ونُـكْـثِـرُ في مـسـاجـدِنـا القيامـا

ونـمـضـي لـلـمـقـابـرِ إنَّ فــيــهــا
شـهـيـداً نــالَ مــن ربّـي مـقـامـا

سنسقيها بــمــاءِ الـعـيـنِ قــبـــلاً  
ونـنـثـرُ فـوقَـهـا ريــحَ الـخُـزامى

محمد الحاج سليمان

2‪9/3‪/2‪020

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...