تغريدة الكروان
كسراجِ نورٍ قد تبختر في دمي
ضوءٌ تمشّى في دجى شرياني
بأنامل الاشواق دسّ حنّوه
قذف الحميّا داخل الوجدان
أسرابه حطّت على شجر الضفا
ئر طوّقتني العين بالأحضان
شردت ظباءُ متيمٍ خفّاقةً
ألقت بها الشهقات في الهذيان
وغزت شفاهٌ حقلَ فاكهة وفي
ه تجوّلت تقتات من رمّان
فالروض مني أينعت ثمراته
ودنت قطوفٌ من على الأغصان
هذا المليح تبعثرت نظراته
بين الرّخام ومبسم المرجان
كم طاردت جيدا تمرّد عطره
قولوا له رحماك من إفتاني
احتلّ ثغرا والعبير اجتازني
أهدى لأنسجةٍ شذا الرّيحان
اجتاح حنجرةً وأسكت داخلي
صوتًا بكى من قسوة الحرمان
من خمرةٍ ذاقتْ لَمَاهُ رشفةً
فأراقَ في كأسٍ له شيطاني
نلنا من الاقداح دون هوادة
نحيا معا في سكرة الإدمان
وتراقصت للشوق ألسنة اللّظى
وقلوبنا احترقت من النيران
ألقى بنا التهيام في أمواجه
فغفلت عن عودٍ إلى الشطآن
أهدى الهيام من الربيع لفصلنا
عطرًا تفصّد من ورود جناني
تغريدة الكروان هزّت خافقي
فسرقتُ من حِبٍّ صدى الألحان
كم خاصرت شُهُبٌ سياجَ حديقتي
وتناولتْ ثَمَرا من البستان
تبّا لآدم أذنبتْ في حقّه
تفّاحةٌ راقت على الأفنان
تبّت يداه امتدّتا حتّى الحشا
فتفجّرت حمم من البركان
طرْنا بأجنحةِ العناقِ وعشقُه
يختال بالنبضات في الأعنان
ففتحت ابواب القصيد ليحتفي
الابداع في شغف بذا الولهان
قيثارة الهمسات اغنيتي له
واللّحن هزّ وتيرة الخفقان
صهلت خيول القلب والخفقات في
صولاتها من أجود الفرسان
للعشق يُتلى الوحيُ في محرابه
والنبض رتّل أحرف الفرقان
أدّى صلاةً للهوى متهجّدا
يحنو سجود القلب للقرآن
لنبوءةٍ ضاءت سماوة احرُف
بشروق شمس في علا التبيان
وانساب نهر الشهد بين أناملي
ونميره هبة من الرحمن
الشّعرُ باخرةٌ هوًى رُبّانُها
والبوحُ أمواجٌ من التّحنان
الشعرُ كعبةُ من تسامى نجمه
بل منبرُ الإحسان والإيمان
وعلى ربى الابداع زان قصيدتي
سربٌ من الابيات كالغزلان
كأس اليراع من المحابر أُترعت
والحرف صاغته يد الانسان
15/1/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق