الجمعة، 29 نوفمبر 2019

الشاعر محمد أبو الربيع العبيدي .. عازف الحرف

عازف الحرف

وقال لليل مذهولا بوحشته
  من أنت قال أنا ليل المجانين

ماعاد لي في الهوى شرح ولا جمل
ولا مصاحبة السمار تعنيني

من يا ترى ولم أمسيت في وهن
وغاب نجمك بين الراء والسين

أين الطبول التي كانت مزينة
تدق  راقصة  بين  الرهابين

وما لأهل الهوى يا ليل قد رحلوا
واستوطنوا قارعات الصد والبين

ما فيك فجر أتى إلا وتفصله
عن الحقيقة ألاف العناوين

يا للغرابة والأفكار هاوية
ليل وشته روؤس للشياطين

تلف أودية الدنيا دلاهمه
خفضا بعابرها أو دون تنوين

ما بال ساهره أبكى مودعه
من بعد طول انتظارات وتخوين

ما بال عاشقه أضحى بلا زمن
ويمتطي دونه دونا على الدون

وقال لليل يا للهول قد أزفت
بعازف الجرح ألحان السكاكين

ترى من الحزن  قد ذابت فرائصه
والناي من حوله يبكي ويبكيني

أكان لدا لتجفوه مواطنه
أم عاش في وطن من دون توطين

ما كان إلا يراع الشعر تخطفه
قيثارة البوح بين الفين والفين

وقال لليل شعرا تم قافية
أصدائها أشعلت كل البراهين

ألست يوما خليلي حين تهجرني
ألست أنت رفيق الجرح داويني

هذا خليلك ما خانتك أدمعه
ويعزف الدمع من حين إلى حين

أحداقه بسواد الليل قد نقشت
كالموج يمزج لون البحر بالطين

قصائد الشوق فيه لم تزل حمما
جمر تضيء علي جمر البراكين

وفيلق  الشعر  ما انفكت  أزمته
تجر  صاحبه  بين  الزنازين

لكنه التاج في إيوان سيده
رغم الأسى وصروف الجد واللين

يا عازف الحرف هذا الحرف مملكة
تربعت فوق هامات السلاطين

لا يعرف الزيف من أعلامها وطن
أرادها  الله بين الكاف والنون

يا عازف الحرف كم هامت وكم طربت
لسحر عزفك أسماع الملايين

ما كان عزفك إلا أحرفا كتبت
بالنور قد نقشت بين الشرايين

كم كنت أغنية للكون صاخبة
أروت معازفها عذب التلاحين

لا يهمس البحر أنساما لعاشقه
إلا وكنت به همس الدلافين

تسافر الموج في عينيك تاركة
سحر البيان بأقلام الرياحين

                       محمد ابو الربيع

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...