** لَو کانَ.....**
لَو کَان حُزنِي قَمِیصًا کُنتُ أخلَعُهُ
أرمِیهِ للرِّیحِ و الأنوَاءِ و الحِمَمِ
لَکِنَّ حُزنِي قَذًی فِي مُقلَتِي وَ فَمِي
وَشمٌ بِجِلدِي وَ نَسغٌ في وَریدِ دَمِي
وَ كُلّما صُغتُهُ بَوحًا بِقافِيتي
تَدَحرَجَت دَمعَةٌ مِن مُقلةِ القَلمِ
و كُلّما رُمتُ أحلامًا تُدَثِّرُني
تَناثَرَ الثَّلجُ مِن تَغرِيبةِ الحُلُمِ.
***
لَو کَان حَرفي سُیُوفا کُنتُ أمشُقُها
و أغرِسُ النَّصلَ في تَنهیدَةِ الألمِ
أو کانَ حُزني جَمُوحًا کُنتُ أُطلِقُهُ
أحَرِّرُ السَّیلَ مِن زَنزَانةِ الکَتَمِ
لَکِنَّ حُزنِي ضُرُوعٌ شَحَّ دَافِقُها
تَحَجَّرت صَخرَةً فِي مُهجَةِ السَّقَمِ
وَ کُلَّما تُقتُ لِلأَجفَانِ تُسعِفُني
دَمعًا هَتونًا یُضُخُّ الدِّفءَ في رَحِمِي
تَدَاعَت العَینُ وَلهَی لَا ترُومُ رُٶًی
وَ تَاهَت الأُذنُ فِي مَعزُوفَةِ الصَّمَمِ.
**
لَو کَان عِشقِي خَمیلًا قّدّّ من عَبقٍ
أسکَنتُ حُزنِي عَبیرًا فاحَ مِن دِیَمِي
فَعَرَّشَ الفُلّ غَضًا فِي رُضَابِ فَمِي
و مَاهَ شِعرِي مُزُونًا عَبَّها هَرَمِي
لَکنّ عِشقيَ قَفرٌ و المَدَی غَسَقٌ
و الوَصلُ فِي هَرَمٍ و الحُزنُ فِي غُنُمِ
و کُلَما رُمتُ عشقًا یَحتَسِي وَجَعِي
تَسَرَّبَ الخَوفُ مِن إطلالةِ النَّدَمِ
**
لَو کَانَ لي وَطنٌ یَسرِي بأورِدَتي
نَسغًا مِن النُّورِ و الأشذَاءِ و النَّغمِ
لَکُنتُ عَلَّقتُ حُزنِي فِي مَشَانِقِهِ
أو صُغتُهُ نَغمَةً في مَوسِمِ السَّلَمِ
وَ رَفرَفَت بَهجَتِي تَفرِي مَوَاجِعَها
بِنَصلِ اؔمالِهَا في بُهرةِ النِّعَمِ
لکِنّ لي وَطَنا تَاهَت مَبَاهِجُهُ
و اؔرتَادَهُ الظُّلمُ مِن بَوَّابَةِ الظُّلَمِ
و کُلّما رُمتُ أوطانًا تُعَمِّدُني
تَخَضَّبَت مُهجَتي بِالغَمِّ و الغَشَمِ.
**
فَکَیفَ أخلَعُ حُزنِي و هو یَلبَسُني
یَلُفُّ نَبضِي بِأَسمَالٍ مِنَ السَّقَمِ
و یَرتَدینِي نَسِیجًا من خُیوطِ جَوًی
ویَرتدِي وَطنِي وَ البَوحَ فِي کَلِمِي
بَل إنَّ حُزنِي قَمیصٌ قُدَّ من دُبُرٍ
ما عَادَ یُسعِفُنِي مِن طَعنةِ النِّقَمِ
یَغتَالُ أَنسِجَتي..یَقتَات مِن کَبِدِي
یَسرِي بأَورِدَتِي کالجَمرِ فِي الحِمَمِ
تَمتَدّ أورَامُهُ ۔۔تَنسَابُ أذرُعُهُ
ِلِتَخنِقَ الطُّهرَ فِي أهزُوجَةِ القِیَمِ
وَکلَّمَا رُمتُ بالأشعَارِ أخلَعُهُ
تَهالَکَ الحَرفُ فِي دَوَّامَةِ العَدَمِ
تَبَعثَرَت نَبضَتِي فِي قَبوِهَا مِزَقًا
و لَفَّنِي البَردُ مِن رَأسِي إلَی قَدَمِي
**
فَلتُسعِفُونِي بأوطَانٍ تُدثّرُني
وَ تَمهُرُ النّبضَ بِالأشذَاءِ و الشِّیَمِ
یا وَیلَنا مِن صَقیعِ الرُّوحِ في وَطَنٍ
أبوابُهُ شُرِّعَت للرِّیحِ و الشّبَمِ
😥(سعیدة باش طبجي۔تونس)😥
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق