(نبضُ القلبِ عصفورُ)
ياجاحدَ القلبِ نبضُ القَلبِ عُصفورُ
والزَّقزقاتُ على الأضلاعِ تفْسيرُ
هلاَّ عَطَفتَ على صَفْصافِ لهْفَتهِ
بِماءِ ودِّكَ ...نُسْغُ الوَصلِ مَكسورُ
أطلقْ جناحَيهِ حَرِّرْ نبضَ خافِقهِ
مِنْ قَيْدِ وجْدٍ به الشِّريانُ مأسورُ
شاخَتْ أمانيِهِ إلَّا طَيفُ بلْبلَةٍ
يَأتيهِ وَهْناً فيزهو فيهِ تَعبيرُ
فيَنسجُ البوحَ منْ أعماقِ صَبوتِهِ
فَيستفيقُ بسَفحِ التَّلِّ زُعرُورُ
ويَدفُقُ النَّبعُ ماءً طعمُهُ عَسَلٌ
ويرقصُ السَّهلُ والوِديانُ والطُّورُ
ويَسكُبُ البدرُ فوقَ الأرضِ في نَسَقٍ
دُنيا منَ النُّورِ مِنها السِّحرُ مَسْحورُ
ويَصدحُ النَّهرُ للآكام أغنيةً
مِنْ لحْنِها الفلُّ والنِّسرينُ مَبهورُ
ويَزرعُ اللَّيلُ في الأجفانِ لغزَ ضنى
مَنْ للصَّباباتِ إمَّا صدَّها سُورُ؟؟!!
يُجيبُ مُضنىً بصوتٍ ليسَ يَسْمعُهُ
إلاَّ الذينَ لهُمْ في الحُبِّ دُستورُ:
يالَيْلُ هاكَ لِفَكِّ اللُّغزِ نَهرَ دمي
كُرْمى لعَينَيهِ هذا النَّهرُ مَهدورُ
لا تعذِلوا مَنْ أماتَ الصَّدُّ واحَتَهُ
إنْ ماتَ نَخْلُ بِشُحِّ الغَيمِ مَعذورُ
مُذْ كانَ آدمُ في الصَّلصالِ أُُحجيةً
حواؤُهُ لم تَزَلْ في البالِ مَقدورُ
يَسُوقُها الغَيبُ للأضلاعِ سَوسنةً
رَيَّانةَ الشَّكِّ فيها العِطرُ مَبتورُ
تُراوِدُ الموتَ كي يَحظى بعاشقِها
فتحصُدُ الشَّتَّ حَتَّى تَأتِيَ العيرُ
مُوتي (زُلَيْخَةُ) بالأشواقِ وانتحِري
قلبي كَ(يوسُفَ) بالإيمانِ مَمهورُ
صاعُ (العزيزُ )لَهُ في (مِصرَ) مَنْ حَفِظوا
قمحَ الودادِ وقمحُ اللهِ مَنصورُ
نامي على الشَّوكِ يا( ليلايَ) والتحفي
(قَيْسَ) الحَنينِ عَسى يأتيكِ مَيسورُ
يُلقي عليكِ رداءَ المالِ كَيْ تَثِبي
نَحوَ اليقينِ فلا يُرديكِ تَزويرُ
لُمِّي ذئابَكِ منْ نَبضي فلَيسَ دَمي
من يرتضي القولَ: هذا الصَّبُّ مغدورُ
أموتُ عشقاً لظبيٍ وصلُهُ أَبداً
لا يَعتريهِ معَ الأيَّام تَحويرُ
مادونَ ذلكَ أرمي للسَّما قَفَصي
كيْما يَفرَّ من الأضلاعِ شُحرورُ
يا طيرَ قلبيَ غادِرْ سِجنَ أوردتي
واسْكنْ دياراً حِماها السَّروُ والحُورُ
وَموسِقِ العُمرَ ناياتٍ تُدنْدِنُني
شَوقاً لماضٍ جَميلٍ سَمتُهُ نورُ
فيه العذاباتُ تستافُ المَدى شُهُباً
والحُلمُ كَرمٌ بهِ العُنقودُ مَخمورُ
إنْ كانَ وُدُّكِ يا (حَوَّاءُ) ليلكةً
آسٌ ودادِيَ ما وَشَّاهُ تَغييرُ
أو كانَ ماؤكِ مِلحاً لا حياةَ بِهِ
ماشابَ مائيَ يا (حوَّاءُ) تَعكيرُ
تيهي كما شِئتِ لنْ آسى على قَمَرٍ
قدْ غابَ لَمَّا دَهاهُ المَينُ والزُّورُ
ياسر فايز المحمد-سوريا- حماة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق