الثلاثاء، 15 أكتوبر 2019

الشاعر مجد أبو راس .. المجد والريحان

من أرشيفي
- -------------
المجد والريحان
المجدُ جرَّ ذيولَ العُجْبِ والتيهِ
والعطرُ شاحَ وسحرُ الوردِ يُخفيهِ
المجدُ رَوحٌ مع الريحان ممتزجٌ
كنزُ السعادةِ في الدارين نجنيهِ
ماألَّفَ المجدَ والريحانَ غيرُ هوىً
مثلَ الغمامِ وهذا البحرُ يُزجيهِ
ينمو على مائجات الريح من وَلَهٍ
والرُوحُ في أُفقِ الأفلاكِ تُلقيهِ
يُعيدُ للأرضِ ما جادت نفائسُها
حُكْمَ المُعادِلِ قَدْرَ البَذْلِ يُعطيهِ

للهِ أشكو فؤاداً في نوازعهِ
يهوى الثريا بجوف الليل تُغريهِ
ترنو إليه بِحُسْنٍ زانَ بهجتَهُ
نورٌ تلظَّى على الأهداب تُبديهِ
تنسابُ خجلى وتُوري في تَرقرُقِها
حلْمَ العناق وتبدي أنها فيهِ
تُعيدُ للقلبِ أحلامَ الصِّبا عُصَباً
مثلَ النسور رأتْ طيراً تُعاديهِ
شبَّ الحنينُ به فاغتالَ هَدأتَهُ
وأوقدَ الوجدُ ناراً في صياصيهِ
وازَّاحمتْ حولَهُ الأشواقُ تطلبهُ
كالريم بين الشَّرى لاشيءَ يُنجيهِ
تُمريهِ نَسْغَ الهوى ما يَستَدِرُّ لها
ويرسمُ الحلمَ من طيفٍ وتشبيهِ
لم يكْفِهِ الليلُ يرعى فيه نجمتهُ
حتى أقرَّ بأن الشمسَ تَعنيهِ
وأنّ تلك الورودَ الحمرَ ما صُبِغَتْ
إلا لتُشبهَ من كانت تُناغيهِ
وأنّ قشَّ المُضيئاتِ التي اتَّشحتْ
فيضَ الثريا بعمقِ التُربِ تَرويهِ
من يحملُ القلبَ عني في صبابته
أو يحملُ الشجْوَ والنجوى وما فيهِ
أَجعلْ له في الطباق السبع فاتنةً
ومسكناً باطنَ الأرضينَ يُؤويهِ
ليعلمَ الناسُ أنّ الحبَّ نازلةٌ
إنْ شابَهُ الوهمُ فالأيامُ تُزريهِ
يا عاذلي في الهوى لو كنتَ مؤتزراً
بُردَ المحبةِ والأشواقُ تُصليهِ
لَخِلتَ كلَّ بريقٍ في الدُّجى قمراٍ
وكنتَ أوَّلَ مُشتاقٍ يُناجيهِ
طيِّبْ شذاكَ فلولا العطرُ ما ارتفعتْ
براعمُ المجد أو قامت معاليه
فمنْ تحلَّى بلونِ العطر أَوْصَلَهُ
فوق السحاب تجلَّى عن معانيه
ما المجدُ والعطرُ إلا قصةٌ رُوِيَتْ
ليت القصيدَ يناغي سمعَ تاليهِ
شاعر النيرب مجد ابوراس

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...