الجمعة، 26 يوليو 2019

الشاعر محمد جلال السيد .. منعطف

منعطف
...
تَطغَى بحورُ الوَنَى يجتاحُنِي الوَجَفُ ..
صفوُ الفؤادِ انزوَى والعمرُ ينتصفُ

كالمستقرِّ بلُجٍّ غابَ مرفأهُ ..
مجدافُهُ ما ارعَوَى ملَّاحُهُ الدَّنَفُ

يقتاتُ حَبَّ الضَّنَى سُقيِاهْ مَظمَأَةٌ ..
يرتادُ دربَ المُنَى بالشَّوقِ يلتَحِفُ

يلامِسُ الأفقَ حينًا يَحتَويهِ مَدَى ..
يقفو سرابًا تَمَادَى مِنهُ يَغتَرِفُ

بعض الأحايينِ يستهويهِ مُتَّكأٌ ..
إلى الفراغِ ومن فحواهُ يَرتَجِفُ

مكابرًا يمتطِي صَهْواتِ مطمحِهِ ..
إلى المُحالِ على أنوائِهِ يَقِفُ

يصارعُ الموجَ لا تغشاهْ نائبةٌ ..
إلا بعزمٍ تَسَامَى زادهُ الشَّرَفُ

للطيباتِ اقتنَى في ذاتِهِ دُرَرٌ ..
مَعَ الجَمالِ وعطرِ البِرِّ يأتَلِفُ

بالمكرماتِ ارتوَى عمَّا يُعَكِّرُهَا ..
ينتابُهُ وَجَلٌ يسمو بِهِ الشَفَفُ

له المُنَى مَورِدٌ تقتادُهُ سُبُلٌ ..
إلى الشقاءِ من الآلامِ يَرتَشِفُ

ضَاءت سماواتُهُ يسري بها ألقٌ ..
وهمٌ طَوَارِقُهَا قَد مَسَّهُ الشَّغَفُ

يَبتَاعُ أوجَاعَهُ يَشري البَلَا كَلِفًا ..
عَنهُ استدارَ المَدَى والسَّعدُ والتَّرَفُ

هل بالعُلا عالقٌ في تيهِ مأمَلِهِ ..
وللرَّجاء بحسنِ الظنِّ يَقتَرِفُ

هَل يستَبِدُّ يَقينٌ فيهِ مُنتَفِضًا ..
أم أنَّه مُذعِنٌ بالذَّنبِ يَعتَرِفُ

يَشقَى مُريدُ العُلَا تُردِيهِ عَثرَتُهُ ..
إِنَّ المَطَامِحَ للمَلهُوفِ مُنعَطَفُ
...
محمد جلال السيد

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...