الجمعة، 26 يوليو 2019

الشاعر عبد الصمد احمد زنوم .. مناجاة التائبين

مناجاة التائبين

في سكونِ الّليلِ هلّتْ أدمُعي
إذْ توارَيْتُ الرّدى بل مصْرَعي
لم أُحَرّكْ بعدها من نابِضٍ
ماتنَفّسْتُ الهوى من أضْلُعي
مثل أعوادٍ بِقَفْرٍ خُلِّفَتْ
لم تُحرَّكْ في جفافٍ مُدْقِعِ
نحو تابوتٍ ونَعْشٍ قرّبوا
جِسْميَ الذّاوي أتَوْ من أربعِ
يامعاذَ الله ماهذا الذي
أرّقَ الفِكْرَ جثا في مضْجَعي
أيها الجاثِمُ في عُمْقِ الهوى
فِكْرُكَ الغافي بتاتاً لم يعِ
إنّها ذِكْرى بِخَيْرٍ أقبلَتْ
تنبُشُ النّفْسَ بِحُلْمٍ مُوجِعِ
حتّما تحيا بِذَنْبٍ يافتى
هل حَسِبْتَ العُمْرَ خُلْداً يدّعي
إنّما يُهْدَمُ بالفأسِ الرّجا
والثّواني في الهوى لم تُقْطَعِ
دعْ أمانيكَ الّتي أعْدَدْ تَها
لاتَقُلْ إنّ النُّهىَ لم تُخْدَعِ
غيّرِ النّهجَ الذي عاهَدْتَهُ
أُبْ إلى الرحمنِ للذّكْرِ ارْجِعِ
من صلاةِ الصُّبْحِ بكِّرْ للرِضا
خُضْ بِعَزْمٍ نحو جودٍ واطْمَعِ
إنّما السّلْوى بِبِرٍّ زُيِّنَتْ
لامن الشّدْوِ وخرْقِ المَسْمَعِ
بالأغاني والملاهي والخنا
أوبرقصٍ باحْتِضانِ الأذْرُعِ
بل بتقديسٍ لربٍّ في الخفا
في صلاةِ الَّليلِ غرّدْ واسْجَعِ
طهّرِ القلبَ الذي أغْرَقْتَهُ
دون وعيٍّ في قذى المُسْتَنْقَعِ
ربُّكَ الغَفّارُ كم قد أكْرمَتْ
توبَةٌ للهِ أوْبَ المُقلِعِ
من لهيبِ النّارِ كم قد أُنْقِذَتْ
نفسُ غافٍ قبلَ هولِ المَفْزَعِ
نِعْمَ من يسعى إلى إرْباحِنا
من رفادِ الخيرِ بعد المَضْيَعِ
ربِّ ارحمْ تائباً تاقَ الهُدى
رُدّهُ نحو الصراطِ المُرْبِعِ
إنّني آويتُ نفسي ضيقَةً
قبل هذا اليومِ فاسمحْ واشفعِ
جئتُ لاأمْلِكُ إلاّ رحمةً
من جوادٍ نحو رحْبٍ أوسعِ
ياإلَهاً كُلُّ شيءٍ تحتهُ
سبّحَ الكوْنُ لهُ لم يقطعِ
من لِعبدٍ غيرَ مَوْلاهُ الذي
يملِكُ الرّقَّ بيومِ المجمعِ
عبدالصمد أحمد زنوم أبو أوس

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...