خِطَابٌ آخَرٌ
نَسْجُ الْبَيـَانِ عَلَى الْقَصِـيْـدِ رِدَائِي
وَتَـأَوُّهـِـي بَـيـْنَ الْحُـرُوْفِ دَوَائــي
وَحِـكَايـَتِي خَلْفَ الْمَجـَازِ حَقِيْقـَةٌ
لِتَـخـَيُّـلِي وَتَـصـَــوُّرِي وَعَـنَــائـي
مُتَـفـَرِّدٌ بـِالْـحُـزْنِ اَلـْتـَاكُ الــذُّرَى
فـَيَـئـنُ مِـنْ إِعْـيَـائـهَـا إِعْـيَـائـى
مُتَشَـطِّرٌ فـِي كُـلِّ حـَرْفٍ خَـافـِـقٌ
تُجْـرِي الْحُـرُوْفُ دُمـُوْعَـهَا بِدِمَائي
مَـزْجٌ مِـنَ الْـوَجَـعِ الْعَـتِـيْقِ مُقَامِـرٌ
يَعْلُـو الْحُـرُوْفَ وَيَحْـتَسِـي عَلْيَـائي
وَيَهُـدُّ فِـي عُمـْقِ السُّكُـوْنِ تَشَـوُّقِي
لِلْبَـاعِثـَاتِ مَــعَ النـَّسِـيْـمِ نِـدَائـي
لِلْحَـالِمـَاتِ الْـبَاسِـمَاتِ عـَلى الرُّؤى
لِلْمُـلْقِـيَاتِ عَـلى النَّسِـيْـبِ ضِيَائي
أَ ذُرَى الْبَـيـَانِ تَـألَّـقِـي لَا تَسْـكُـنِي
إِنِّـي اتَّـخَـذْتُ مِـنَ الْـبَـيَـانِ لِـوَائي
هَيْـهَاتَ أَنْ تُخْـبِي الْمَوَاجـِعُ ثَوْرَتِي
أَوْ تُـوْقِـفَ الـزِّلْــزَالَ فِـي أَصْدَائـي
وَحْـدِي سَأنْفُـذُ مِنْ شُعُوْرِ قَصِيْدَتِي
نَـحْـوِي لِأُنْـفِـذَ نَحْـوَهَـا إحْـيَـائـي
وَأُزِيْـحُ عَنْ وَجْهِ الْقَصِيْـدَةِ بُـؤسَهـَا
وَأَبُــثُّــهَــا شَـــدْوًا عَـلَى الْأَرْجَــاءِ
إنَّ الْقَصِــيْـدَةَ مَـوْطِـنٌ لَـوْ مُزِّقَـتْ
لَــرَأيْــتَ فِــي أشْــلَائـهـَا أشْـلَائـي
هِـيَ كَعْـبَـةٌ حَجَّ الْمَـذَاقُ لِكُنـْهِـهَـا
وَبِـهِ مِـنَ الْأَشْــوَاقِ لَـهْـفَـةُ نَــائـي
يَـا قِـبْـلَةُ الْعُـشَــاقِ يَـا وطَـنٌ بِـهِ
أَفْـكَـارُنَـا تَـسْـمُـو عَـلَـى الْـجُـوْزَاءِ
هَـاكِ التَّلَاحِيْـنَ الْجَمِيْـلَةَ مَـوْسِقِي
وَتــَرَنَّــمِــي لَا تَـكْـفُــرِي آلَآئـِـي
مَـا كُـنْتُ مَنْ سَلَخَ الْقَصِيْدَةَ جِلْدَهَا
وَأَحَــالَـهَـا رُغْــمَ الْـبَـقَــا لِـفَـنَـاءِ
وَأَبَـاحَ مِـنْ طَـرَفِ الْمَـجَـازِ دِمَـاءَهَا
مُــتــَزَلِّــفٌ مُــتَـهَـطِّــلٌ لِــثَـنَـاءِ
مُـتَمَلِّـقٌ يَنْحُـو الْخَسَاسَـةَ مَـذْهَبـًا
وَيـَـبُــثُّ كَــلَّ قَـصـِيْــدَةٍ كَــوَبَـاءِ
هَــذِي الْقَصِـيْـدَةُ جَـنَّـةٌ أَبَــدِيْـةٌ
لِلْـحَــقِ لَا لِسَــذَاجَــةِ الـشُّـعَــرَاءِ
فَاسْقُطْ بِـوَحْلِكَ إِنْ أَرَدْتَ سُقُـوْطَهـَا
لَا تَـسْتَهِـيْـنَ بِـنُصْـرَةِ الضُـعَـفـَاءِ
صلاح الأغبري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق