الثلاثاء، 26 مارس 2019

الشاعر كمال يوسف ... قف يا زمن

(قِف يا زمن)

عَيِيٌّ عـنِ الخلـقِ  لَــم أُمتَحَـن
بِـدُنيـا غَــرورٍ  و أنثـى وَطَــن

فمــالــيْ أراكِ   ابـتِــلاءً   و لا
أرى في السَّعـادةِ غيـرَ الكَفَن؟

حَسِبتُكِ أمـي  فَرُمتُ الحنـان
كَـطفـلٍ رَضيـعٍ   يُـريـدُ الـلَّبَـن

إذا مـاتَـتِ الأم  مـاتَ الأمــان
وَمِن بَعدِها مَن يُواسي، وَمَن؟

فقلبي تَفَـطَّرَ  خلـفَ الضُّلــوع
وعينـي تَقَـطَّـرَ منهـا الشَّجَـن

فماتَت حروفيَ عنـد الرَّحيـلْ
وغـادَرَ نــورَ العُـيـونِ الـوَسَـن

رحلتِ فأخمَـدتِ نبضَ الوتيـن
و غِبتِ فأشعـلـتِ فِـيَّ الحَـزَن

نَـذَرتُ لَكِ الحُبَّ عند الشُّروقْ
وعِنـدَ الغُـروبِ دَفَعـتُ الثَّمَــن

فأظلَمَ فَـجـريْ و راحَ اليـراع
يَخُـطُّ المنـايــا بِـدمــعٍ وَهَــن

فمالي سِوى الحرفِ أشدو بهِ
ومالي سوى الرُّوحِ فيها أحِنّ

خريفـي تغلغَـلَ فيهِ الصَّقيـع
و بَــردٌ شديـدٌ بقـلبـي سَكَــن

توارى حَنَـانَيكِ تَحتَ التُّرابْ
وتحتَ التُّرابِ استراحَ البدَن

فَلَـو عُدتُ طفلًا أحبُّ اللِّقـاءْ
بأمّـي، لَعَمـري و مـا أسعَــدَنّ

وإن كنتُ لا أستطيعُ البَقــاءْ،
فَـنَـمْ يا فؤادي، وقِف يازَمَن!

(المتقارب)
بقلمي ـ كمال يوسف.
    دمشق ٢٠١٩/٣/٢١

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...