الأحد، 31 مارس 2019

الشاعرة سعيدة باش طبجي .. حلم بطعم الخلد

✨ حُلمٌ بِطَعمِ الخُلدِ✨

لَاشَيءَ یُلهِمُني..
ویُغرِینِي و یَدعُوني
إلَی فَيءِ القَوافِي و الکِتابَه.✍

لا شَيءَ یُنقِذُني
مِنَ الضَّجَرِ المُغلَّفِ بالصَّقیعِ
وأَسرِ أقبِیَةِ التَّشَظّي
و التّهَاوِي و الکؔابَه.

لَم ألقَ نَبضًا
یَستَدِرُّ الجَمرَ مِن حَرفِي
و نَسجَ القِزِّ مِن کَفِّي
و نُورَ العِشقِ مِن طرفِي
وَ مِن ثَغرِي رُضَابَه.

لَم ألقَ حَرفًا  یَحتَوِي حُلمِي
و یَرسُمُ صَبوَتِي
وسُلَافَ قَلبِي فِی الهَوَی
و حَنِینَه ...و شُجُونَه ..و عَذابَه.

لم ألقَ حِبرًا من نَسیجِ النّارِ
و الأنوَارِ یُلهِبُ أحرُفِي
فَیَشِعُّ في دَیجُورِهِ نَبضِي ضِیَاءً..
تَنتَشِي مِن جَمرِه
خَمرُ  الصَّبَابَه.

لَم ألقَ لَحنًا  فِي القَرِیضِ
یُلَامِسُ النَّبضَ المَهُوسَ بِرَنَّةِ الأوتَارِ
فِي هَمسَاتِ نَايٍ
أو تَرَانیمِ الرَّبَابَه.

لَم أَلقَ عُمرًا
مَا یَزالُ یُرَاوِدُ القَلبَ المُعَمَّدَ بالأمَانِي
رَغمَ بَردِ الثَّلجِ
یَغمُرُ سَفحَهُ...یَعلُو هِضَابَه.

لم ألقَ عشقًا قادمًا
من عَصرِ عُشَّاقِ الخُرافةِ و الأسَاطِیرِ القدیمةِ
أو رُبوعًا مِن نَسِیجِ السِّلمِ و الأحلَامِ
تَمهُرُ نَبضَتِي
فَیَفِیضُ کَأسُ الشِّعرِ والإلهَامِ
یَمًّا مِن شَذًا أعلُو عُبَابَه.

فِي قَبوِ أوجَاعِي تَنَاسَلُ حُرقَتِي
وَ قَصِیدَتِي قَد أجهِضَت ...
و مَحَابِري تَبکِي الجَمَالَ
ونَبضَتِي مَوٶُودَةٌ
بِهُوَی التَکَلُّسِ و التَّهَاوِي و الرَّتَابَه.

وَ  مَنَابِعي غَاضَت
وَ مَا عَادت أهَازِیجِي
تَرُودُ السَّیلَ فِي نَهرِ الهَوَی
وَ تُرَاوِدُ الغَیمَ الهَطُولَ ..
وَ تَستَجِیرُ مُزُونَهُ..تَدعُو سَحَابَه.

مَاذا سَأکتُبُ في ظَلَامِ الظُّلمِ؟
و الاؔمالُ تاهَت في سَرادِیبِ الدَّیَاجِي
و المَنایَا صَادَرَت أحلامَنا
بِیَدِ الرَّذیلةِ و القَبیلةِ..و الرَّقَابةِ
و العِصَابَه.

مَاذَا سَأکتُبُ؟ وَ الأمَانِي أُلقِیَت مِزَقًا
عَلَی رُصُفِ القَتَامةِ و البَشَاعَةِ
و المَدَی سَاجٍ..
و أُذنُ الصَّمتِ تُنصِتُ للصَّدَی
لا  صَوتَ تَسمَعُ مَا عَدَا
رَجعَ الطَّوَی یَدعُو ذِٸَابَه.

أَدمَنتُ أحلَامَ  النَّصَاعَةِ و الصَّفاءِ
ورُمتُ  أفراحَ الضِّیاءِ
و ما رَأت عَینِي بَرِیقَ خِدَاعِهِ
مَا فِي العَمَی شامَت سَرَابَه.

و الاؔنَ عَینِي لا تَرَی
إلَّا دُرُوبَ الرُّعبِ و الِإرهَابِ
تُزهِرُ لَوثةً
و دَمَ الطُّفولَةِ و البَرَاءةِ
مُستَباحًا مُهدَرا
و العَدل نامَ علی رَصِیفٍ من أذًی
و الظُّلم  صَالَ
فَمَا نَرَی فِی الأُفقِ إلّا جُرحَنا  الدَّامِي۔۔
و مِن کَفّ المَدَی إلاّ ....حِرَابَه.

مَاذا سَأکتُبُ ؟
و القَوَافِي استَسلَمَت
و الحُبُّ یُسرِجُ للرَّحِیلِ خُیُولَهُ
و حَقاٸبُ الأمَلِ الجَمیلِ تۭبَعثَرَت
و قَد اعتَلَی  بَردُ الصّقیعِ
مَطیَّةَ النَّبضِ العَقیمِ
تَقُودُني لمَداٸنِ الحِقدِ المَقیتِ
وَ هُوّةِ البَردِ المُمِیتِ
أعُبُّ قَسراً..في شَرایِینِي شَرابَه.

لَا شَيءَ یَکتُبني فَأکتُبُهُ
و یُحیِیني فَأنقُشُهُ
بِسِفر الکَونِ وَشمًا
فِي مَسامَاتِ المَحَبَّةِ و الفَضِیلَةِ
و النَّصَاعةِ و البَرَاعةِ
۔۔و النَّجَابَه.

مَا عُدتُ أرضَی بالحُرُوفِ المُتعَبَاتِ
تَضِجُّ في عُمري المُخَضَّبِ بالجَوی
و تَضُخُّ  في نَبضي تبارِیحَ الصَّبَابةِ و الکَاؔبَه.

ما عَادَ یَکفِیني قَصِیدٌ
یَرسُمُ العِشقَ العَمیدَ
و یُرسِلُِ البَوحَ الشَّریدَ
و یُهرِقُ الأشواقَ و النَّجوَی
عَلی رُصُفِ الرَّتَابَه.

أصبَحتُ أرغَبُ أن أکُونَ
أنا القَصِیدة و الکِتابَه:

حُلمٌ بِطَعمِ الشَّهدِ...طَعمِ الخُلدِ
یَالیتَ الأمَاني فِي هَجیرِ الهَجرِ
تَقدِر أن تَطُولَ
بِنَبضَتِي الوَلهَی
طِلَابَه./.

                       (سعیدة باش طبجي*تونس)
                              31/3/2018

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...