*** مَا عَنهُ تُبتُ***
إلَی حِضنِ القَصِیدِ الیَومَ أُبتُ
عَرَفتُ بِأنّنِي مَا عَنهُ تُبتُ
وَ أنِّي رَغمَ إِمحَالِ القَوَافِي
بِنَبعِ الشِّعرِ عِشقًا مَا نَضَبتُ
أفَقتُ مِنَ السُّبَاتِ بِمَهدِ عُقمِي
وَ مِن خِدرِ الوَنَی وَ العَجزِ ثُبتُ
وَ مِن لَوثِ الرّمَادِ نَفَضتُ رَیشِي
وَ مِن جُرفِ المَهَاوِي قَد وَثَبتُ
وَ إنّي مُذ بُعِثتُ مِن الرُّفَاتِ
إلَی نَسلِ الجَوارِحِ قَد نُسِبتُ
وَ لَمَّا أَن رَشَفتُ نَدَی مِدَادِي
و شَهدًا ذَاٸبًا مِنهُ شَرِبتُ
و مِن مَرجِ البَدِیعِ عَبَبتُ عِطرًا
و فِي سِحرِ المَغاني الزُّهرِ ذُبتُ
عَصَرتُ حُشَاشَتِي خَمرًا دِهَاقًا
و مِن کَأسِ الهَوَی شهدًا سَکَبتُ
و رَوّیتُ الثّرَی مِنهَا سُیُولًا
و أفیَاءَ الشَّذَا و النُّورِ جُبتُ
فَسَالَ النَّبضُ مُزنًا مِن عَبیرٍ
و طَابَ الشِّعرُ في رَوضِي و طِبتُ.
*****
وَ کُنتُ بِمَا مَضَی فِي قَبوِ عُقمٍ
وَ جُرفٍ مِن دُجَی الصَّمتِ اکتَأبتُ
یَلُفُّ جَوارِحِي لَیلٌ زُعَافٌ
و یَخنِقُ صَبوَتِي فِي العِشقِ کَبتُ
أعِیشُ مَواجِعِي جَمرًا و بَردًا
وَ أشعُرُ أنَّنِي فِي الحُبِّ خِبتُ
وَ أَشعُرُ أنَّنِي ضَیَّعتُ صَوتِي
و فِي صَفّ البَداٸِعِ قَد رَسَبتُ
وَ أَعرِفُ أنَّنِي أَرسَلتُ حَرفِي
إِلَی جُزُرِ الصَّقِیعِ وَ مَا أصَبتُ
ذَبَحتُ مَواهِبِي بمُدَی صَقِیعِي
وحَبلَ مَشانِقِي بِیَدِي نَصَبتُ
وَ فِي سَاحِ الخُمولِ هَرَقتُ حِبرِي
وَ صُمتُ عَن الجَمال و مَا أنَبتُ
حَکَی عنّي الأسَی في صَمتِ لَیلٍ
و فِي سِفر المَواجِعِ قَد کُتِبتُ
و لَا أدرِي مَتَی أو کَیفَ یومًا
لَهِیبَ صبابَتِي قَهرًا نُهِبتُ
و شِعرِي بالطّوَی غاضَت رُٶاهُ
و أحلَامَ القصاٸِدِ قد سُلِبتُ
فَأضحَی النَّبضُ فِي رَبعِي طُلُولَا
وَ حَقلًا قاحِلًا مَا فیهِ نَبتُ
وَأَعلَنتُ القَطِیعةَ وَ التَّجَافِي
طَلاقًا بَاٸِنًا...لَکِن کَذَبتُ
***
فَأَنتَ إذا تَرانِي الیَومَ ثَملَی
فَمِن کَأسِ النَّدَامةِ قَد عَبَبتُ
کَرِهتُ مَوَاجِعِي و نُوَاحَ صَمتِي
و عَن شَرعِ التَّهَاوَي قَد رَغِبتُ
تُغالِبُ جَذوَتِي بَردِي و عُقمِي
وَ أَصمُدُ فِي الغِلابِ و لَو غُلبتُ
و نَارُ الشّوقِ شَبَّت مِن جَدِیدٍ
فَرَاودتُ الجِبَالَ و مَا تَعِبتُ
وبَعدَ الهَجرِ.. هَا قَد عُدتُ وَلهَی
إلَی حَرفِي کَأن مَا عَنهُ غِبتُ
وَ إنِّي الیَومَ فِي حِضنِ القَوافِي
أعُبُّ وِصَالَها وَ لَها خُطِبتُ
فمَا أحلَی الرُّجُوعَ إلَی شَذَاهَا
وَ فَيءٍ لِلهَوَی مَا عَنهُ تُبتُ۔
(سعیدة باش طبجي*تونس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق