الثلاثاء، 15 يناير 2019

الشاعر البشير المشرقي ... تركتك يا ربع الشبيبة مرغما

تركتك يا ربع الشبيبة مرغما
وها أنا عدت اليوم صبا متيما
وأنى لمثلي الصبر والشوق جامح
وأنى لمثلي أن يطيق تبسما ؟
وأنى لهذا القلب أن يخفي الهوى
وقد هزه التذكار حين تكتما
وأنى لصب أن يبوح بحزنه
وأن يصف الأوجاع مهما تكلما
وقد ضاع كل العمر إلا بقية
وها أنا وحدي لا أحبة لا حمى !
نفضت من الآمال كفي مبكرا
وجئت حماهم والفؤاد تجهما
وكنت هنا الطير المغرد صبوة
بكل أناشيد الهيام ترنما
فيا ضيعة الأيام كيف قضيتها
على النار مشبوب الخواطر هائما
أنوء بحملي والرياح عنيفة
وقلبي معنى كاد يقتله الظما
أنا الآن وحدي لا عطور ولا شذا
ولا طير في دوحي يغني مرنما
أبيت وليلي بالمواجع طافح
أحن لإصباح وأشتاق أنجما
فيا لوعتي كيف الأحبة أزمعوا
رحيلا وخلوا القلب حيران معدما
وكانوا هنا سربا من الطير شاديا
وكانوا غماما بالرياحين قد همى
أأهجرهم من بعد طول محبة
وأنسى فضاء بالمحبة مفعما
معاذ الهوى ! قلبي الوفي يصدني
إذا أنا يوما قد هجرت تظلما
وهل يهجر المشتاق أرضا ومعشرا
ويضرب في الأصقاع مهما تألما ؟
*★*★*★***********★
أجيئك يا فيء الشباب مطأطئا
وقد طاف قلبي بالديار وسلما
هنا كنت ألقى في الربيع أحبتي
وكان ربيع العمر قد لاح أنجما
ربيع لنا قد كان يملأ أفقنا
تولى وقد جاء الشتاء مدمدما
دهتني صروف الدهر ما آنجاب ليلها
ففي القلب قد أرخى السدول وخيما
هفوت إلى فجر منير تشوقا
ولكن يومي ظل أغبر مظلما
وكنت أنا المحظوظ حظي وافر
فكيف تهاوى الصرح كيف تحطما ؟
***********★************★
أجيئك يا دوح الشباب بصبوتي
وقلب بغير الحب ما كان مغرما
أجيئك والأشواق تملأ خاطري
أمرغ وجهي في التراب تيمما
ألم أك فيك الطير ذاب صبابة
ألم أك فيك النجم أفحم أنجما؟
ألم أك يا عهدا أضعته وآنقضى
فراشا على النيران طار وحوما؟
جلسنا هنا والحب يجمع شملنا
كفرخي حمام في الأصيل ترنما
وقد هبت الأنسام جذلى عليلة
تعيد لنا في الحب عهدا تقدما
وقد ماجت الأشذاء يسكب نفحها
نسيم من الأبعاد جاء مسلما
فصفقت الأضلاع ضاقت بشوقها
وطار فؤادي للديار ميمما
أجيئك أحيي العهد والعطر طافح
وأغرق في الأنوار ما كان مظلما
فيسبح فجري في الضياء مجددا
ويصدح طيري في الأصائل هائما
ويرقص عود العمر بلله الندى
ويغدو صباحي بالرياحين مفعما
فليت الربيع الحلو يرجع بيننا
فقد ودع الروض الربيع وسلما
وقد ضجت الأضلاع حزنا وحرقة
وذاقت من الأوجاع مرا وعلقما
عسى العمر يزهو في أواخر عهده
ونجني من الأيام شهدا ومغنما
ربيعان هذا في الضلوع حملته
وذاك هنا بين الخمائل خيما
أضعتهما لهف الفؤاد عليهما
وهل يرجع التذكار عهدا تصرما ؟
****★**************★
أجيئك يا ربعي وبين أضالعي
حرائق غذاها البعاد وأضرما
أجيئك ظمآنا ألوك مرارتي
عليك سلام القلب يا نسمة الحمى !
*****★****************★
ترى هل يجود الدهر يوما بفجوة
ويهدأ شوق في الضلوع تحكما
وفوق خميل العمر تهطل غيمة
بكل عطور الحب مهما تجهما
وترجع أيام لنا ومجالس
بها كنت ألقى العمر جذلان باسما
حنانيك يا ربع الشبيبة ضمني
ففصلي شتاء والربيع تصرما !
البشير المشرقي.
**★***************

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...