الثلاثاء، 15 يناير 2019

الشاعر خالد الشرافي... على مرفأ الأحلام

( على مرفأ الأحلام ) الطويل

على مَرفَأِ الأحلامِ حَرفِي يُمَجَّدُ

         وفي شَاطِئ العُشَّاقِ شِعرِي يُجَدِّدُ

لِشجوِي الهوى حَولِي يَهيمُ ويَشتَكِي

             وأشدُو بِشِعرِي و الغَرامُ يُغَرِّدُ

وتَعْزِفُ لَحنَ الحبِّ بِالشَّوقِ أحْرُفِي

                وكُلُّ الغَوانِي مَائِساتٍ تُرَدِّدُ

فَيَهنَأُ مَنْ للعِشقِ يَرعَى وِصَالهُ

   ويَحنُو الّذِي في الحبِّ يَقْسُو ويَجحَدُ

وتِلكَ الّتِي قَلبي يَهيمُ بِحُبِّهَا

      ومِنْ فَرطِ عِشقِي في فُؤادِي تَوقُّدُ

غَدتْ آيةً في الحُسنِ يُعجِزُ وصفُهَا
 
        على وجِهِهَا عرشُ الجمالِ ومَعبَدُ

لَها مَبسَمٌ بِيضُ الثَّنايَا مُنَوِّرٌ

            وشهدٌ بِهِ يَروِي ولُوعِي ويُنْجِدُ

وفي  وجْنَتَيها للنِّعُومَةِ مَورِدٌ

                ويَعْلُو عَليها مِن جَمالٍ تَورُّد

وعَينانِ لا تَقْوى العقُولُ لِفَتٔكِها

          وتَنفثُ سِحرًا في الفُؤادِ وتَعقِدُ

أشَدُّ مِنَ الخَمْرِ المُعَتّقِ لَحْظـُها

            فَلِلُّبِّ مِنهُ السّكْرُ يَبقَى ويَخْلُدُ

و قَدٌّ كَغُصنِ البانِ والخَصرُ ضامِرٌ

          وجِسمٌ لَها ريّ المَعَاطفِ أغيَدُ

لِحَالِي  وإيَّاهَا  الهوى مُتَعجِّبٌ

             فَتَدنُو إذا أنْأَى وأهفُو فَتُبعِدُ

وتُضرَمُ نَارُ العشقِ بينَ جوانحِي

            فَتسكُنُ نارٌ في حَشاهَا وتُخْمَدُ

وتَصْلى بِجَمرٍ مِنْ غَضا الهجرِ تَكتَوِي

       إذا ما فُؤادِي مِنْ لَظى البُعدِ يَبرُدُ

وإنْ كَفّ دمعِي مِن عُيونِي تَصَبُّرا

               بَكَتْ وعَلى دمعٍ لَهَا  تَتَوسَّدُ

و أسكبُ دَمعي مِثلَما الـغَيثِ إن هَمَى

   فَتجفُو ومِنها الدّمعُ في العينِ يَجمُدُ

و أجزعُ مِن هَجرٍ لَهـا فَتقُولُ لِي

               تَجمّلْ فصبرٌ لِلمُحِبينَ سَيدُ

و لَكِنْ  أراهَا دائِمًا في تَذمُّرٍ

         فَما في الجوى صبرٌ لها أو تَجَلُّدُ

و أجْثُو مِرارًا في الهوى فَتُقِيمُنِي

             ومِنها عِنَادًا لِي أقُومُ فَتَقعُدُ

و أجحَدُ كُفْراً بِالهوى فإذا بِهِا

         لِمِحرابِ حُبِّي بالتّضرّعِ تَقصِدُ

و آتِي  إليهَا  لِلِّقَا مُتَوسِّلًا

         ولكنْ تُدارِي في الصَّبابَةِ تُلحِدُ

وإنْ طالَ هجرِي مِن عَناءٍ وجَدتُها

       على خطِّ  سيرِي خِلسَةً تَتَرَصَّدُ

وبِي مِن هَوى الغيداءِ ما اللَّه عَالِمٌ

             فَفِي رقِّها قَلبِي بِعشقٍ مُقَيَّدُ

لَعَمرُكَ إنّي في الهُيامِ لَصَادقٌ

          وحَالي وقَلبِي والقَصائِدُ تَشهَدُ

وأعْلَمُ مِنها صِدقَ حُبّي بِقلبِها

             فَعِشقِي قَدِيمٌ كلُّ يَومٍ تزوّدُ

وبِالوصلِ يوماً قدْ تَجُودُ تَكَرُّماً

             ولكِنِّها بِالبُعدِ أسخَى وأجْوَدُ

ومَا بينَ وصْلٍ لِلحَبيبَةِ والنوَى

           أُعَانِي مِرارًا في هَواها  وأسْعَدُ

خالد الشرافي.

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...