أنهار العطش.. جلال العلي:
في ذمّة العزِّ هذا الضيقُ و الشَّظَفُ
و خافقٌ من كؤوس الصبر يغترفُ
أنفاسُه في ضلوع الصدر منهَكةٌ
لا يستريح له من زفرةٍ تلفُ
طال الثواء علی الصحراء فانكفأتْ
من قيد خيمتها في عزمه الكتفُ
أوتادها كبّلتْ ريعانَ منطَلقي
و جدْبُها، لا سقاه اللهُ، بي كلِفُ
أسير ملءَ دروبي في معاطنها
وملءُ ذا كرتي من إرثها قرفُ
لله درُّ كيانٍ في مجاهلها
حرًا يستِّره في عهرها الشرفُ
يسمو به العنفوان الضخم منتفضاً
علی الحثالات مهما زمجر الصلَفُ
ما كنتُ أخطب ودَّ العطرِ من يدها
و لا عطاشی طِلابي ثَمَّ ترتشف
بنتُ الخواء معاذيري لها سلفٌ
ألاّ يشمِّرَ لي في قفرها هدفُ
يا إخوةَ المَحْلِ ما أمَّلْتُ عيبتَكم
أنْ سوف يملأها الياقوت و الصدفُ
نحن الخوالي فلا بطنٌ يشاطرنا
نصفَ الرغيفِ و لا يرنو لنا الترفُ
خضْنا فرادی غمار النار لاهبةً
و جارُنا برداء الأمن يلتحفُ
يا إخوةَ الشظف الساقي مروءتَنا
العزُّ معتكِفٌ أيّانَ نعتكف
عارٌ علی النهر أنْ تصحو أزاهرُهُ
ظمأی و لابن سواهُ البذلُ و السرفُ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق