الشاعر د. أبو فراس اليافعي .. وتر عاشق

...وتر عاشق ....
سل ناعس الطرف
كم أبقى وكم قتلا
إني وجدت فؤادي
نازفا.... غزلا
قالوا كفاك الهوى
أيقظت غيرة من
أعلاك في عرشه السامي
بما جهلا
قلت رذاذ الندى
المنثور فرقعة
أثيرها
إن غفا المعشوق
أو غفلا
إني رهين الهوى
ما عشت أتبعه
وما ارتضيت الجفا
عتبا ولا حولا
لم يبق جفناه
لي في الروح زاوية
إلا أعدا بها غلا ومعتقلا
يا دائر الحب
من كاسات مقلته
هات اسقني من غوادي مزنه عللا
لا أستطيع الجفا ،
أربت قساوته
حتى وجدت الحشا
بالهجر مشتعلا
أذكى لذيذ الهوى
من حسن مقلته
صبابتي ،
واحتواني بالجفا وجلا  
يزدان نور الضحى
من نار وجنته
ويكتسي الورد
من لألائها حللا
سحر من الحسن
ألقى في الحشا ألقا 
نور ونار
أفاضا رقة وحلا
كم مر ّ في خافقي
طيف أعانقه
معنبرا
في ثياب الطهر مشتملا
وكم أعاد ابتساماتي
وأحرقها
فهش قلبي له
بالدمع واحتفلا
وكم مررت على أزهار روضته
أشكو لطير الربا
في حبه مطلا
فجاذب البلبل الغريد
نغمته 
حتى ترنح....
..نشوانا ومختبلا
غنى وأوتار روحي
وقع نبرته
وامتد ّ رجع الصدى
في خافقي أجلا
من عذب لفظ
يفوح العطر عن شفه
تقاطر الحرف
من أفوافها عسلا
حتى إذا زاد تهيامي بفتنته
أبدى لهيب الهوى
في خده خجلا
يا أيها الناعس الولهان أبهرني
هذا الجمال
فأحيا في دمي  أملا  
ما كنت أحسب أن الليل يأسرني
حتى تجلى رديفا
للضحى كحلا
ياللجنون ؛
فؤادي عند نظرته
تلقف السحر
أم أضحى به ثملا
بوابة الروح من سحر العيون
فكم يجن ّ خلف الأماني
من يرى المقلا
يا ما أحيلا الصبا
الخلاب أحفظه
وما  انتسخت لقلبي
في الهوى  بدلا
يا واعظ الشيب عظني
في محبته
لعلني
أدرك الماضي وإن أفلا
الحب عبء ثقيل
كيف يحمله
قلب ؟!
ويشقى به ما حل وارتحلا
وكيف يمتد عمر
في السنين وما
زال الهوى
بامتداد عمر متصلا 
تضاحك الصحب من حولي
فقلت لهم
لكل قلب من الأحلام
ما عقلا
هذا جنون الهوى
من ذا يعرّفه ؟
قد أعجز الطب
والنظار من سألا
ما الحبّ ؟
ما لونه ؟
ما طعم فتنته ؟
إن كان من سحره للقلب ما قتلا
لو ذاق طعم الهوى
فج ٌّ لما عرفت
عيناه طعم الكرى
يوما وما عذلا
قف بي قليلا
على أطلال مرثية
قيلت لمن سار
بالشكوى وما وصلا
ما قيس ؟
ما عنتر العبسي إن ذكروا
إلا ضحايا الهوى
إن جار أو عدلا
سقى العهود الخوالي
فيض غادية
سحا ،
وحيا بوادي الملتقى طللا