وداع الحرف:
ودَّعـتُ حــرفـي دفـتـري ودواتـي
فـبـكـت عـليَّ مـن الأسى أبـيـاتـي
لـمـلـمـت دمـعـي مـشفـقـاً لبكائهـا
وحبستُ في صدري صدى آهـاتي
فـلـقـد قضيت العمر في روضاتهـا
تـهـدي لـقـلـبـي أطـيب الـنـفـحـات
ولكم أتـاني الوحي يـهـتـف هـامساً
فـتـجـاوبـت مـن فـورهـا كـلـمـاتي
وفتـحـتُ في الليل الـبهيم دفـاتـري
فـتساقطت فـوق السطـور هـبـاتـي
يـا أيها الـحرفُ الجميلُ سـبـيـتـني
بـعـبـيـر عطرك كفـكِفـتْ دمـَعاتي
قـد كنتَ لي نعمَ الصديق بـديرتي
تـعـطـي لـروحي فـرحـةً ولـذاتـي
وتـنـيـر ليلي مـن شـديـد ظـلامــه
وتـزيـل مـن قـلـبـي الشقي أنَّـاتـي
كم كنت تـمـسـح دمـعـتي وبـرقـَّة ٍ
تـلـقـي بـأذني أجـمـل الهـمـسـاتِ
سـتظل يـا حرفي الجميل مـرفرفاً
مــازالـت الأنـفـاس في جـنـبـاتي
وأظلُّ أغـزل مـن خيوطكَ شـمعةً
كيـمـا تـضيء بـنـورهـا ظلُـمـاتي
أنـتَ الوفيُّ ولم تـزل في خاطري
عـلـمـاً يـرفـرف في سماء حياتي
بقلمي لمياء فرعون
سورية-دمشق
15\12\2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق