الأحد، 23 ديسمبر 2018

الشاعر سعيد محمد تايه ... رثائي لذاتي

رثَـائِــي لِــذاتِـــي

شـعـر : سـعـيـد تــايـــه ( البحر الطويل ) عمان في 22/12/2018

إلَـى اللَّــهِ أشْكُـو عِـلَّتِي وَمُصَـابِـيَـــا وَأشْكُو ظَلامَ اللَّيْلِ أشْكُو الـدّوَاهِـيَـا

تَضَـافَـــرَتِ الآلامُ حَتَّــى كَــأنَّـهَــــا رَمَتْنِي بِهَـا الأَيَّــامُ تُـوهِـي عِظَامِيَـا

وَمَـا أَحَـدٌ غَـيْـرِي يُقَـاسِي مِـنَ العَنَـا فَـأحْـزانُ قَلْبِـي رَاسِخَـاتٌ كَمَـا هِيَــا

تَعَـايَشَــتِ الآلامُ بَــيْــنَ جَـوَانِحِــي تُـقـيـمُ مَعِـي كالشَّاهِـقَـاتِ الرَّوَاسِيَـا

كَـأنَّ لَـهَــا بَـيْـنَ الضُّلُـوعِ صَواحِـبَـاً رَمَتْنِي بِهَـا الدُّنْيَا فَصَارَتْ ضَوارِيَـا

فَيَـا لَكَ قَلْبَــاً لا تَـمُـوتُ هُـمُـومُــهُ وَيَـا لَـكِ عَـيْـنَـاً لا تَـنَـامُ لَـيَـالِـيَـــا

وَجَدْتُّ لَيَالِي الهَـمِّ تَهْـوَى مَـرارَتِي تَـزيـدُ عَـذابِـي تَجْعَـلُ القَلْبَ دامِـيَــا

وَيَنْــزِفُ قلبِي لا يَكُــفُّ نَـزيـفُـــهُ تَـدَفَّــقَ مِــنْ عَـيْنَـيَّ أحْمَــرَ قَـانِـيَــا

تَعُـودُ بِيَ الـذِّكْـرَى تَمُـرُّ بِخَـاطِــرِي أُداعِـبُ أحْبَـابِي أَصُــوغُ قَـوافِـيَــــا

أُمَجِّـــدُ أفْعَـــالاً لَهُـــمْ وشَـمَـائِــــلاً تَظَـلُّ عَـلَـى الأيَّـامِ تَأْبَى التَّـلاشِيَـــا

أحِـنُّ إلـى دارٍ نَشَـأْتُ بِـفَيْـئِـهَـــا بِصُحْـبَـةِ أقــرانٍ عَـزَفْــتُ شَبَابِيَـــا

أحِــنُّ إلَـى تِلْـكَ الـدِّيَــارِ وَأهْلِهَـــا أَحِـنُّ بِشَـوْقٍ نَحْـوَ تِلْـكَ المَغَـانِيَـــا

تَـذَكَّــرْتُ أيَّـامِـي أُراجِـعُ نَهْجَهَــا فَمَا كُنْتُ مِخلافَاً وَمَا كُنْتُ عَاصِيَــا

أُؤَدِّي فُرُوضَ اللَّـهِ كَيْفَ أرادَهَـا وَعَـنْ صَلَواتِ اللَّهِ مَا كُنـْتُ سَاهِيَـا

أُؤَدِّي حُقُوقَ اللّهِ أدعُوهُ ضَارِعَـا وَلَــمْ أعـصِـهِ أنْ لا يُجيبُ دُعائِيَــا

أقُـولُ وَفي قَـلْـبِي حَـلاوَةُ نَـاسِـكٍ يَـهـيـمُ بِـأهـدابِ الهِـدَايَـةِ صَـادِيَــا

فَلَسْتُ بِخَتَّـالٍ وَلا أعـرِفُ الخَـنَـا جَعَلْتُ عَـلَى الإيمَانِ وَقْـفَـاً لِسَانِيَــا

خَليلَـيَّ أعــوامُ الحَيَـاةِ قَـصـيـرَةٌ وَأيَّـامُهَــا كَــادَتْ تَصِـيـرُ ثَـوانِـيَـــا

وَأفْضَلُ أيَّـامِ الْفَتَى حيـنَ يَكْتَسي بِثْوبٍ مِنَ الإيمانِ في اللَّــهِ نـامِيَــا

وَلكِنْ إذا حُمَّ القَضَاءُ عَلَى امْرئٍ وَلا بُدَّ أنْ يَمْضِي إلى الرَّمْسِ ثاوِيَا

يُفَـارِقُ أحبَـابـاً وَأهلـيـنَ بَـيْـنَهُـمْ بَنُـــونَ وَإخـــوانٌ وَيُصْبِــحُ نَـائِيَــــا

فَلا لَومَ إنْ أوْهَـيْـتُ عَيْنِيَ باكِيَــاً وَمَـا كُنْـتُ يَـوْمـاً فـي المُلِمَّـاتِ باكِيَـا

أنـوحُ عَـلَى نفْسِي بُكــاءَ مُـوَدِّعٍ يَثُوبُ إلَى الأُخرى عَنِ النفْسِ راضِيَا

وَلَـمْ أُرْخِصِ الـدَّمعَ الأبِيَّ لِخَلَّـةٍ فَمَا انفَــكَّ دَمْعـي فـي الحـوادِثِ غالِيَا

فَوَاللهِ ما أخشَى المَنِيَّـةَ إنْ أتَــتْ وَلَكِنَّنِــي أخشَــى حِسَـــابَ إلـهِــيَـــــا

وَإنْ كُنْــتُ يَومـاً أسـأتُ لِمَـاجِــدٍ بِــلا أَرَبٍ أرْجُــو السَّمَــاحَ تَـآخِـيَــــا

أُخَاطِـبُ أبنَائِي وَزَوْجَــاً أُحِبُّهَـــا بِـأنِّي قَـضَيْتُ العُـمْـرَ مَـا كُنْـتُ شَانِيَـا

وَلَمْ أنْسَ يَوْمَاً أنَّكُمْ ذُخْــرَ عُزوَتِي وَكُنْتُـمْ عَـلى حِــرْصٍ أُلَبِّـي مُـرادِيَــــا

فَـزُورُوا رُفَـاتِي بـارَكَ اللَّـهُ فِيكُمُ وَحُـطُّـوا عَـلَى قَـبْـرِي الزُّهُـورَ تَوالِيَـا

فَتَسْكُنُ رُوحي إذْ أُحِسُّ قُـدُومَكُمْ أُحِــسُّ أيَـاديـكُـــمْ بُـعَـيْـــدَ غِـيَـابـِيَــــا

فَـإنِّـي وَإنْ جَـارَتْ عَـلَـيَّ حَليلَـةٌ أَظَـلُّ عَـلَى عَهْـدِي وَمَـا كُنـتُ سَـالِيَــا

أكِـنُّ لَهَـا حُـبِّـي يُقيـمُ بِمُهْجَتِـي وَمَـا كُـنْـتُ يَـومَــاً لِلْمَحَبَّـــةِ نَـاسِـيَـــا

شـعـر : سعـيـد تــايــــه

عمان _ الأردن

20/12/2018

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...