غدا هجر الأحبة حاصل
ألا ما لِنَفسي هدّها ما جرَى ليا
فَصَارت تراعي نَجمَ ليلٍ أضَا ليا
بَدا في سَوادِ الليلِ يُبرقُ مُعلنا ً
نِهايةَ عَهد ٍكَانَ يوماً صَفَا ليَا
يَقول ُغدا ًهَجرُ الأحبةِ حَاصل ٌ
فلا تَنسَها تلكَ الليالي الخواليا
وودّع سُليمى إنّها لعَزيزةٌ
ومِثلُ حَلا في النَّاسِ ما قد حلا ليا
حَبيبة ُقَلبي ذُبت ُيوماً بِدَلّها
وما كُنت ُيوماً في وِدادي مُغاليا
إذا غَاب َصَوتي لن تَراها قَريرةً
وتَذرُفُ دَمعا ًإن شَددتُ رِحاليا
فِراقي لهَا كالسَيفِ يَقطعُ نبضَها
ويهلكها بُعدي وصمتُ سؤاليا
ألا يا ابنةَ الروح ِالتي منكِ أرتجي
دُعاءً إذا ما الموتُ يوماً أتى ليا
أَبُوكِ على نَارٍ تَثُورُ بقَلبه ِ
كأنِّي حِصَانٌ مُوثَق ٌ في عقاليا
فإن فَاضَتِ الرُّوحُ التي كُنتُ حاملا ً
فلا تَندبي من كَانَ يُرضي الغَواليا
فَهَاتي كِتَابَ اللهِ يُتلَى برقِّة
بِقُربي لَعلّي أن يَصحَّ مَقَاليا
وإن جَفَّ حَلقي فانجدِيني بِشُربة ٍ
أرطِّبُ جَوفي إن غَدَا الجِسمُ باليا
وإن غَابَ حسّي وانثنى بعض ُمفصلي
وبانَ شحوبي ثمَّ لانَت عظاميا
فلا تصرخي فالصمتُ أفضلُ منزل ٍ
إذا كنتُ للأولادِ أُخلي مكانيا
ولا تتركي التَسبيح َإنّي بِحاجة ٍ
لمن يقرأ ُالأورادَ صفواً كحاليا
وقولي لبعضِ الحاضرينَ قصيدةً
وسَلِّي بشعري من يُريدُ التساليا
ولا تتركي يوماً سِقاية َنبتتي
وكوني لها بعدَ الأحبةِ ساقيا
وإن وسِّدوني في الثَرى تحتَ صخرةٍ
فخلّي رِجالَ الحيِّ عندي ثوانيا
لعلِّي بهم أقوى على جَمعِ حجّتي
إذا صَارَ عقلي والفؤادُ ورائيا
وصلّوا عليَّ اليومَ دونَ تشاغلٍ
لعلّي بها أنجو وألقى مراديا
فلا الشِعرُ ينجيني هنا من نَقيصة ٍ
أتيتُ بها يوماً وَكَانت تَمَاديا
ولا ضِحكة ٌجاءَت على غيرِ حاجة ٍ
إذا كنتُ قد لاقيت ُخَصماً معاديا
سوىرحمةٍ من خالقي أن يغيثَني
ويَقبلَ عذري حِينَ تُروَى فِعاليا
فيا ربِّ هون غُربتي وتباعدِي
فقد صارَ فيكَ اليومَ كلُّ رجائيا
د فواز عبدالرحمن البشير
سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق