عودة مسافر
عينايَ بحر ٌمن سراب....
والظلُّ غابَ
كغيمة ٍ
خلف َالضباب....
وأنا تعبتُ من المسير ِ
وهدَّني طولُ الغياب....
عَطِشٌ كأنّي لم أذق
طعم َالشراب....
وأتيتُ أطلبُ
كأسَ ماء
قبلَ أن يبدا العتاب.....
قلبي تصحّرَ
من لهيبِ الاشتياق ...
والروح ُما عادت تطيق ُ
الافتراق..
والنفسُ مثلُ غمامة ٍ
حُصِرَت بقيدٍ
أو نطاق ....
والانتظارُ جريمة ٌ
فمتى يكونُ الانطلاق...
فمدينةُ العشّاقِ تنتظر ُالجواب...
أوما مللتُ
من الكهولةِ
والشباب...
فمتى سأرجعُ
مثل َطفلٍ خلفَ باب....
البحر ُيطلبُني
ليأخذَني
إلى بَرِّ الأمان.....
فَهُناكَ يَزدهرُ المكان...
وهناكٍ يمتدُّ الزمان...
وهناكَ آخذ
ُمن عيونِ الوردِ
بعضا ًمن حنان...
وهناكَ يغمرُني الوجودُ
بدفئهِ
وهناك أبصرُ لحظة َالإشراقِ
تُجلى كل َّآن....
وهناكَ أطلبُ
أن أراكَ بلا حجاب...
وهناكَ تقرؤني
كمثلِ قصيدة ٍ
كُتِبَت بِحبٍّ في كتاب....
النورُ يسري
في ثنايا الروحِ
والأكوانُ ما عادَت تدور....
وعلى الرواقِ تحطُّ أقمار ٌ
وترتاحُ البدور...
وأنا بأجنحة ٍأطير...
ما عادَ يتعبُني المسير....
ما عدتُ في سجني أسير....
كهفي الذي قد عشتُ
بين حدودهِ
أضحى خراب...
وأنا تحرّرَ هيكلي
من كلِّ شكٍ وارتياب....
ما عدتُ جسرا ًمن تراب...
أصبحتُ مثل َمسافر ٍ
قد عادَ -بعدَ غيابه ِ
زمنا -ًوآب....
د فواز عبدالرحمن البشير
سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق