سقيا لعينيك
سلبتَ مني الندى والحزم والجلَدا
لما خطرتَ شبيهَ البانِ متئدا
مَن لحظُه موقرٌ قلبي بفاقرة
ظلماءَ لا أرتجي من غَولِها المددا
هل سرَّك اليوم؟ أني في تباعدكم
لم ألق غير العنا والشوقَ ملتحدا
حالي ولا حال من بالعيش مغتبط
أو للهلاك الذي يبغيه من نُكِدا
إذ صرت كالناي ِ يُبكي حَرُّ عازفِه
صُمَّ الجلاميد ما غنّى الهوى وشدا
هل تعلمين إذا ما النجم لاح وقد
نام المحبّون يأبى قلبيَ الهجَدا؟
عندي الهوى كنت تدري كيف أحفظه؟
واليوم يصدعه تهيام مَنْ فقَدا ؟!
فكل شيء لدي اليوم ياوجعي
لكنه دونما رؤياكَ ما وُجِدا
ماذا اعتذاريَ لو روحي تعاتبني
أقول ياربما في رجعةٍ وعَدا؟
خلَّفْتَني بالجوى يكوي ويُبرحني
وما كففتُ وقد مزقتني بَدَدا
ما عدتُ أدري ومن أدريه ينكر بي
شوقا برى أعظمي أو أنحل الجسدا
يامَنْ غدوتُ به همْلاً أليس ترى
ما قد جرى؟ أتريدُ العمر ذا قوَدا
أغلقتُ بابيَ عمن كنت أعرفه
إمّا أراك وإما عيشتي كمَدا
لا بارك الله من أغرى بفرقتنا
ولا أنالَهمُ في عيشهم رغَدا
إذ منهمُ الذنبُ لا ذنبُ الهوى وكما
كلِّفْتُ ما لم أطق جوزوا به أمدا
يامن خطرتَ ولم تعرف بما فعلت
عيناك في خاطر أوفى بما عهدا
لولا تعودُ وبي غمٌّ لترحمني
يهديك ربي ويُعمي حاسدا حسدا
أرجع إليَّ تُعد لي خير أغنيةٍ
غنّيتها عمُرا ولّى بما رفدا
ومنك منك هنائي، فيك مؤتملي
لو ما لحاظك ياليلاي ما كسدا
سُقيا لعينيك إذ أوهيتِ ما عجز
عنه الرجال وهل أبقيت بي أوَدا
أبومحمدسميح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق