( أرى في القدس )
أرى في القدسِ أطفالًا تُعَانِي
ودمعًاً في الخدودِ بِكلِّ آنِ
أرَى جـُثَثـًا تُغطيهـَا دِمـَاءٌ
ومُـهْـدَاةً لِـربِّ الصولجانِ
وأحذيةً تدنِّسُ تربَ أرضٍ
مُقَدّسةٍ على مَــرِّ الزمانِ
وجَرَّافَاتِ مُحتَلٍّ بِحَقدٍ
غَدَتْ تَمحُو مروجَ الأقحوانِ
وحولَ القدسِ إخوانٌ تخلّوا
عنِ الأقصى بكأسٍ من دنانِ
إليكمْ يا بُغاةَ الدَّهرِ قَولِي
تُسَطّرُهُـ حروفٌ من بيانِي
بَقاءُ الليلِ في وطَـنِي مُحالٌ
أرى في الأُفْقِ صُبْحَ النَّصرِ دانِ
ولَا يأسٌ سيُطْفِئُ نورَ حُلْمٍ
لنا الآمالُ تُحْيِيْها الأَمَانِي
فإنْ قَيَّدتُمُ جَسدِي بِظُلمٍ
فإنَّ القلبَ مَطْلوقُ العَنَانِ
وعزمِي لا تَلِينُ لهُ قَناةٌ
لِبغيٍ أو لِأِغراءِ الغَوانِي
ولَسْنَا للرّدى نَخْشى لأنَّـا
نَرى فيهِ الصُّعودَ إلى الجِنانِ
حياةُ الذُّلِّ للأحرارِ مَوتٌ
فليسَ الحرُّ يرضى بالهوانِ
نَحِنُّ إلى الشِّهادةِ كلّ حينٍ
ونـلقاها بِتَصْفيقِ الجَنانِ
ونَنْشِدُ وصلها منْ دونِ خَوفٍ
وتُـغـويـنا كـَغُزلانٍ حـِسـانِ
سَيُفْنَى في رُبَانَـا كلُّ غازٍ
وعَزْمُ الشّعبِ يُسْحَقُ كلّ جانِ
تـغَـنَّـوا يا غُزاةٌ بِانْتِصَارٍ
غَدًا تَبكونَ أضْعَافَ المغانِي
وإنْ صَرَختْ إِذاعاتٌ لِزَيفٍ
سيُسكتُ زَيفَها صوتُ الأذانِ
ستلْعَنُكُمْ سِنينُ الظُّلمِ لعنًا
بِأعدادِ الدقائِقِ والثَّوانِي
خالد الشرافي - اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق