أَجْمَلُ البَلاء
يبدأُ الحبُّ في القلوبِ غريبَا
خائفًا من غدٍ؛ هَلوعًا؛ كئيبَا
في البداياتِ - يا جمالَ ابتداءٍ -
يَنبضُ القلبُ لهفةً و وجيبَا
بينَ خوفٍ من التّنائِي و شوقٍ
للتّدانِي؛ يسقِي الضلوعَ لهيبَا
يُذهِبُ العقل؛ و الجنونُ لذيذٌ
يَسلبُ الشوقُ ذا النُّهَى و اللّبيبَا
يُوهِنُ الجسمَ؛ و النحولُ دليلٌ
يُعجِزُ الداءُ كاهنًا و طبيبَا
في مزيجٍ من فرحةٍ و شقاءٍ
كِلْمةُ؛ تقلبُ الغِناءَ نَحِيبَا
لمحةٌ؛ تجعلُ الدموعَ هناءً
و الأسَى نشوةً و أُنسًا و طِيبَا
ثم يجتاحُ كلَّ ذرَّةِ رُوحٍ
ملِكًا؛ كالرَّدى قويًّا مَهِيبَا
فإذا باحَ بالهوَى مَن تُرَجِّي
بعدَ قحطٍ عادً الفؤادُ رطيبَا
أشرقَ العُمرُ؛ أصبحَ الحبُّ دُنيا
من أهازيجَ؛ و البعيدُ قريبَا
إنه الحبُّ عالمٌ مِن شُعورٍ
ضِحكةُ الكونِ حينَ صارَ رحيبَا
برزخُ الطُّهرِ؛ بينَ نورٍ و نارٍ
و نعيمٌ؛ وسْطَ الجحيمِ أُذيبَا
و إلهيٌّ؛ أمْرُهُ عندَ ربِّي
و سماويٌّ؛ هلْ يعودُ غَريبَا ؟!
_____________
عروبة الباشا ١٥/١٠/٢٠١٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق