الاثنين، 3 سبتمبر 2018

الشاعر يوسف العيسى ... ودّعت سلمى .......

ودّعـتُ سلمى و اللهيبُ بخافقي
و تركتُ روحي و النُّهى بحِماها

لِلّه يا يومَ الفراقِ كم اشتكى
قلبي و جادت مقلتي ببكاها

ودعتها و القلب منفطرٌ لها
و النّفسُ عافت كلّ شيء سواها

كانت عيوني بالدموعِ غريقةً
و بدمعها فاضت أسىً عيناها

مدت يديها للوداع و دمعها
يهمي كغيثٍ أرسلتهُ سماها

عجبي كأنّ الحزنَ زاد جمالها
و الدّمعُ زيّن بالبريق بهاها

العينُ زادت بالدّموع نظارةً
و تورَّدت من حمرةٍ خدّاها

فبدت كبدرٍ في ربيعٍ حالمٍ
سبحانَ مَن سِحْر الجمالِ حباها

هاجت شجوني إذ سمعتُ نحيبَها
و سرى الأسى في مهجتي فكواها

عانقتها و لثمتُ بارقَ ثغرها
علّي أُهدئُ روعَها و جَواها

زاد الجوى وتناثرت دمعاتها
مثل اللآلئِ أشرقت بضياها

يا سعدَ دمعاً قد سقى وجَناتها
و به ارتوت و توّردت شفتاها

أخفيت حزني و الدّموعَ حبستها
علّي أخففُ من نشيجِ بكاها

عاهدتُها أن سوف تبقى في دمي
و أن لا أكون مولّهاً بسواها

أقسمتُ أن تبقى حبيبةَ مهجتي
و أعيش عمري حافظاً ذكراها

و كتمتُ ما بي و انطلقت مسافراً
و مراكبي قد غادرت مرساها

وقفت تناظرني و تلهمُ دمعها
و أكفّها مرفوعةً لسماها

الله يا ذاك المساء كــم اعترى
قلبي سحائبَ حزن لن أنساها

كفكفتُ دمعي بعدما طال المدى
و البينُ حالَ فما غدوتُ أراها

و حبستُ مابين الضلوع عواطفي
و عزمت أن لابدّ أن أنساها

يا ويحَ قلبي كيفَ ينسى ذكرها
و أيامَ أنسٍ في الصبا عشناها

كنّا عشياً كلّ يومٍ نلتقي
بين الكرومِ على أديمِ ثراها

لكنّها الأقدارُ حالت بيننا
و قضت ظروف العيش تركَ حماها

طالَ الغيابُ و غربتي صارت لظى
تكوي الضـلوعَ و مهجتي تصلاها

صارَ الحــنينُ لها يقضُّ مضاجعي
و القلب لا يقوى على سلواها  

و عزفتُ عن دنيايَ حتى أنني
ما عدتُ أدري صبحها و مساها

ما زالت الأشواق تحرق أضلعي
و الرّوحُ كلّت و الأسى أضناها

العمر يجري و المنايا قد دنت   
يا مـوتُ هل من مهلةٍ لأراها

ما همّني موتي و لكن همَّني
أني أموت وقد حُرمتُ لقاها  

سيضل حزني جُوّ لحدي قائماً
يكوي عظامي طول عهد بقاها

إني بشوقٍ للحسابِ و يومهِ
علّي بيومِ الحَـشرِ قد ألقـاها

باللهِ إن شهدت مسيرَ جنازتي
قولوا لها إني قتيلُ هواها

و ضعوا رُفاتي في طريق حبيبتي   
قلبي سيحيا تحت وقعِ خطاها

ليتَ الزّمانُ يعيدُ أياماً مضت   
و نعود يا سلمى معاً نحياها
____________
يوسف العيسى

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...