إدلب....... تتحدث
__________________
أقتلوني! سربلوني بالجراح
و اذبحوني! قرِّبوني كالأضاحي
واسجنوني في غيابات المنايا
وامنعوني من سروري وانشراحي
أحكموا قيدي و شدّوا معصمي
و أزيلوا صفو ليلاتي الملاح
أسدلوا أستار أيامي التي
قد تقضّت في مراحاتٍ فساحِ
أطفئوا مصباح ليلي دمِّروا
أنجُمي بل غيِّبوني في الصَّباح
واقطعوا أزهار عمري وازرعوا
الشَّوكَ في دربي و هبّوا لاجتياحي
واغرسوا الحنظلَ في أفجاج دربي
وامنعوني شمَّ أزهارِ الأقاحي
دمِّروا بيتي وهدّوا مسكني
شرِّدوني في الفيافي والبطاح
واسلبوا ثروة عمري كلَّها
لا تبالوا بافتقاري و نُواحي
و اخسفوا أرضي وواروني الثرى
و اقطعوا نسلي و قُصّوا لي جناحي
وإلى أشلاء جسمي فاهرعوا
ثمّ عُجّوا بالتّنادي والصِّياحِ
أطعموا كلّ سباع الغاب لحمي
واهشموا عظمي ليُذرى بالرِّياح
حرِّشوا كلَّ كلاب الأرضِ حولي
أرهبوا سمعي بأصناف النُّباح
وامنعوا عنِّيَ قطرَ المزن يهمي
و أزيحوا ودقَ غيماتي السِّحاح
جوِّعوني! جفِّفوا عرقَ حياتي
وامنعوني شربة الماء القراح
سوف أحيا رغم ما قد رمتَمُ
ثم أسقي الدهرَ من كاسي و راحي
غصن زيتوني سيبقى بلسماً
به يُرجى برءُ كلْماتِ الرِّماح
و جبيني سوف يبقى ناصعاً
منه يجري النّورُ في كلِّ النواحي
و بساطي سوف يبقى أخضراً
كي يُحسَّ النّاسُ بسطاً فوق ساحي
و يميني سوف تبقى بضَّةً
لخطايا النّاسِ مُدَّت بالسَّماح
و ذراعي سوف تبقى صلبة
ليس يمحو عزمتي في الكون ماح
إدلبيُّ ليس يُرجفُ أضلعي
طبلُ حربٍ لا ولا أبدي انبطاحي
أعشق الموت ولا أبدي الونى
عندما يهرب غيري في المناحي
إدلبيٌّ لست أرضى ذلَّةً
دون عزّي سأضحي بارتياحي
في سبيلِ المجد لا أخشى الوغى
سوحُها عندي لرقصاتِ السَّماح
_____________________
د. أحمد جعفر الشردوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق