من معارضتي لقصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي
هذي المحاسن ما خلقن ليرفع
أرجو أن تنال إعجابكم
بعض المحاسن سحرها في البرقع
جُبِّيْ عُيُونَكِ يا سُعَادُ أَو اسْمَعِي
بَعضُ المَحَاسِنِ سِحْرُهَا فِيْ البُرقُع
الرَّامِيَات عَلَىْ القُلُوبِ سِهَامَها
مِنْ غَيْرِ قَوْسٍ أُسْكِنَتْ فِي الأَضْلُعِ
يَا طِفلَة مَلَكَ الفُؤَادَ جَمَالُهَا
ضُمِّيْهِ ضَمَّ العَاشِقِ المُتَلَوِّعِ
مَاذَا عَلَى العُذَّالِ إِنْ ضَحِكَتْ لَنَا
يَومَاً وَضَاءَتْ فِي الفَضَاءِ الأَوسَعِ
هَلْ فِيْ الحَيَاةِ مُعَذَّب غَير الذِي
حُكْمُ الحَبِيبِ عَلَيْهِ سُوْء المَصْرَعِ
لَيْتَ الذِيْ بالأَمْسِ عَزَّ وِصَالهُ
يَحْنُو عَلَى دَنِفٍ سَكِيبِ الأَدْمُعِ
المُقْتِرُونَ عَلى الحَبِيْبِ وِصَالَهُمْ
أَنَّا لَهُمْ حكْمٌ بِقَدْرِ المُوسِعِ
فِيْمَ الدَّلَالُ وَقَدْ أَتَيتُكِ شَاكِيَاً
فِيْمَ الصُّدُودُ كَرَاغِبٍ مُتَمَنِّعِ
لَوْ كُنْتِ فِيْ سَبَأٍ لِكُنْتِ عَرَفْتِنِيْ
وَعَرَفْتِ مَن فِيْنَا الصَّدوقُ مِن الدَّعِيْ
وَعَرَفْتِ مَنْ أَلقَى إِلَيْكِ كِتَابَهُ
وَخَضَعْتِ لِي بِالحُبِّ بَعْدَ تَرَفُّعِ
مَنْ مَرَّدَ الصَّرْحَ العَظِيمَ مُنَكِّراً
عَنْهُ العُيُونَ مِنَ الجِهَاتِ الأَرْبَعِ
لَدَخَلتِ فِيْ لُجِّيِّ بَحْرِ هِدَايَتِي
وَلِبَاسُكِ الإِحْرامُ كَالمُتَمَتِّعِ
وَكَشَفْتِ عَنْ حُسْنٍ مَخَافَةَ مَوجِهِ
وخَلَوتِ فِي مِحْرَابِ قَومٍ خَشَّعِ
وَتَلَوتِ مِنْ لُقْمَانَ كُلَّ صَحِيفَةٍ
بِالذِّكْرِ بالقَولِ المُبِينِ المُمْتِع
وَقَرَأتِ مِن ذِكْرِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ
قَولَاً كَنَخْلٍ بَاسِقَاتِ المَطْلَعِ
وَتَرَكْتِ مَنْ قَدَّ القَمِيْصَ مُوَلَّهَاً
يَرْجُو نَوَالَ المُحْسِنِ المُتَبَرِّعِ
وَتَرَكْتِ شَيْطَانَ الغِوَايَةِ مُصْفَدَاً
تَرْمِيْهِ بِالشَّرَرِ المُرِيْعِ المُفْزِعِ
وَتَرَكْتِ كِسْرَى فِي المَدَائِنِ خَاسِئَاً
وَرَمَيْتِ فِي نَارِ الَّلظَى بِالتُّبَّعِ
فَإِذَا عَزَمْتِ عَلى الرَّحِيْلِ تَقَوَّضَتْ
دَارٌ لَعَمْرُكِ شَمْسُهَا لَم تَطْلُعِ
فَالبَيْنُ مِثْلُ المَوَتِ لَيْسَ يُطِيْقُهُ
مَرْءٌ وَلَيْسَ لِبَيْنِهِ مِن مُرْجِعِ
(بَانَ الأَحِبَّةُ يَومَ بَيْنِكِ كُلُّهُمْ
وَذَهَبْتِ بِالمَاضِي وبِالمُتَوَقَّعِ)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق