نظرَ الفؤادُ إلى اللّمى و تأمّلا
و القلبُ في ساحِ الشّفاهِ تَجَندلا
غنّى الجمالُ قصيدةً في وجهها
و كأنّ حُسناً في الخدودِ ترتَّلا
و ترى الرُّموشَ تعانقتْ مع جفنها
و الشَّعرُ في روضِ الجبين تَفتَّلا
تمشي الهوينى في الصَّباحِ تألّقتْ
و الخصرُ مالَ كمهرةٍ وتدلّلا
في العينِ يلمعُ فرقدٌ كمنارةٍ
نورُ العيونِ بسحرهِ عمَّ الفلا
هذي العيونُ السّودُ تُرسلُ وهجَها
و كأنَّ فجراً من سوادهما انجلى
و تناثرتْ منها خيوطُ أشعَّةٍ
و كأنَّ نوراً في ظلامٍ أَقْبلا
سهمٌ منَ العينينِ يضربُ خافقي
سهمٌ أصابَ من الحنايا مقتلا
من حُسنها غارتْ ورودُ حدائقٍ
و الزّهرُ من آي الجمالِ تجمَّلا
و تحرَّكتْ كلُّ المنازلِ دهشةً
و الحيُّ مارتْ دُورُهُ و تَزلزَلا
سكنتْ على عرشِ الفؤادِ مليكةً
صارتْ لشريانِ المُهيجةِ مَنهلا
مَلَأَتْ كياني بالغرامِ و سحرِهِ
باتَ الجَنانُ من الصّبابةِ مُثقلا
قد غيَّرتْ قلبي بُعيدَ تَرهُّلٍ
من بائدٍ نحو الهيامِ تحوّلا
عاهدتُ نفسي ، لن أخونَ جميلتي
فالقلبُ بعد غرامِه لن يغفلا
شمسُ التولُّهِ أشرقتْ في خافقي
و الشَّمسُ بعد شروقِها لن تَأْفلا
أمسى فؤادي في الصَّبابةِ فارساً
قلبي عنِ التِّهيامِ لنْ يترجّلا
حسان يوسف
هناك تعليق واحد:
شكرا لكم .. دمتم بخير
إرسال تعليق