أنا دار العلوم
أنا لستُ كالأطفال في الأفكارِ
لكنني كصواعق الإعصارِ
من شاء حربي فليكنْ متسلحًا
فالشعر عندي حارق كالنارِ
بمسارح الأدباء أُنْكَرُ دائمًا
من شلّة الطغيان والفجّارِ
لا لوْمَ إن طمسَ الحقيقة حاقدٌ
فالدين مثلُ الجرمِ للكفارِ
فغدًا يقلّدُني الخبيثُ بشعره
ويطوف حول فرائد الأشعارِ
يتسوّل الأبيات ثمّ يقولها
بحماقة بين الخنا والعارِ
والطبل يعزف في المحافل حوله
ليسبّ بالأشعار " أهل الدار "
فالحمد للهادي على النور الذي
دار العلوم به سما الأنوارِ
فيها الكواكب والنجوم وحولها
باقات وردٍ من هدى الأقمارِ
فتزينة دار العلوم بعصبة
وجماعة كالنور والأزهارِ
والجن مدرسة بها قد أُسّسَتْ
لحماية الفصحى من الأشرارِ
من شاء علمًا فالديار سبيله
فهي الأمان وزينة الأخيارِ
والآن يشتمها حمارٌ شاعرٌ
بل جاهلٌ بالوزن والأشعارِ
يا أيها الشمامُ لا تذهبْ لها
دار العلوم مدينة الأحرارِ
يا أيها الحمّام لا تذهبْ لها
دار العلوم سفينةُ البحّارِ
يا أيها الشمّام هذي جنة
فيها العجيب كدوحة الأسرارِ
وبها عكاظٌ والقصائد جمّةٌ
تبني العقول بشعلة الانوارِ
نصبوا عكاظ بساحة الدار التي
طمستْ بحكمتها فمَ الغدّارِ
هزمتْ جميع الحاقدين بجيشها
وبدتْ كمثل النور في الأبصارِ
من حسنِ ما فعلتْ عشقتُ نظامها
والحاقدون على الهدى في النارِ
دار العلوم عروس كل متيم
دار العلوم ضياء كل نهارِ
أحمد مكاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق