الأحد، 5 أغسطس 2018

الشاعر د. احمد الشردوب .. ازدواجية العدل والظلم

ازدواجية العدل والظلم
___________________'

همومٌ كالجبال لها صبرنا
ونرفض أن نذوق الظلمَ ساعة

و كلُّ مصيبةٍ حلَّت علينا
بها ربُّ الورى أجرى يراعَه

و إنّا بالمصائب لا نبالي
نقول لربِّنا سمعاً و طاعة

فدنيانا بها الأرزاء حفَّت
وما منها الهزيمةُ  مستطاعة

و لفحُ لهيبٍها فينا يقينٌ
و غرزُ حرابِها فينا قناعة

فمسغبةٌ ومتربةٌ و عُدمٌ
و قحطٌ والسِّنونُ مع المجاعة

و هجرانٌ و بعدٌ واغترابٌ
و فقدانُ الأحبة والجماعة

حياتك يا أخي سوقٌ كبيرٌ
وهذي في الحياة هي البضاعة

على الأكدارِ والآلامِ قامت
ولن تلقى بلجَّتها الوداعة

فخُضها إن أردت بها وصولاً
و زادُك نحو ما تبغي الشجاعة

ولا تثنيك عن نيلِ المغاني
صِعابٌ دونَها أبدِ الجراعة

و إن عصفت بك الأهوالُ فامدُد
إلى المولى الكريم يدَ الضَّراعة

هو الإنسانُ في الدنيا شراعٌ
وفي بحرِ الحياة رمى شراعَه

تلاطمه صخورُ الشطِّ حيناً
فتلوي من صلابتها ذراعَه

و حيناً تفتُرُ الأمواجُ عنه
و  يأتيه الزَّمانُ يمدُّ باعَه

إذا ما الظلم في الدنيا تمادى
وأرسى في جوانبها قلاعه

وقامت في سبيل الظلم سوقٌ
بها الباغي الظلومُ يرى انتفاعَه

و أمّا البائسُ المسكينُ فيها
يرى خيراً عن السّوق امتناعَه

لأنّ العدلَ فيها ليس إلا
سراباً لا يرى فيه النَّجاعة

فخيرٌ لابن آدمَ بطنُ أرضٍ
وما أحلى عن الدنيا انقطاعَه

غراسُ العدل في الدنيا جميلٌ
و درب العدلِ ما أحلى اتِّباعَه

وصنعُ الظلمِ في الدنيا ظلامٌ
وبئس الظلمُ في الدنيا صناعة

إذا ما حان في دنياك زرعٌ
فأكثر في رُبا العدل الزراعة
___________________
د.أحمدجعفر الشردوب

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...