أجِیزُوا حُروفِي
بصُبحٍ شَذِيٍّ و عُمرٍ نَدِي
عَثرتُ عَلیکُم بِلا مَوعِدِ
و مَا أجمَلَ الصُّدَفَ المُغدِقاتِ
حَبَتنا بصَحبِ الهَوَی الأغیَدِ۔
تَأبَّطتُ شِعري و عِشقي و شَوقي
و جِٸتُ أمُدُّ إلیکُم یَدِي
مُضَمَّخةً بأهَازیجِ یَومِي
و فَیضِ الأمَاني بِنَجوَی غَدِي
ومَنسُوجَةً من خُیوطِ الغرامِ
عُقودًا مِن الدُّرِّ و العَسجَدِ
أتیتُ أجُوسُ غِمارَ القوافي
بأشواقِ صَبٍّ و نَبضٍ صَدِي
بحَرفٍ حَریرٍ..و قلبٍ نمیرٍ
ضَمِيءٍ إلی رَشفَةِ المَورِدِ
أتیتُ لأحتَرف الشِّعرَ فیضًا
من النُّورِ في الزّمنِ الأسوَدِ
وقد دَثَّرَتني حُرُوفي طُیوبًا
و دِفٸًا بِلیلِ الأسَی الأرمَدِ
أتیتُ بکلِّ الشّذَا في شِغافي
لأصدحَ بالشّعرِ في المَوعِدِ
أهُزُّ إلَيَّ بِجِِذعِ الکَلامِ
فَتَهمِي القوافِي بِشَهدٍ نَدِي
فأنثُر ُ فِي الأُفقِ شَوقي وعِشقي
و أحبُوکمُ الخُلدَ مِن مَعبدِي
وأَحمِلُکُم فَوقَ طَیرِ الجَمالِ
إلی جُزُرِ الأبَدِ السَّرمَدِ
بِأجنِحَةٍ من حَریرِ الأمَاني
مُطرَّزَةٍ مِن جَنَی الأکبُدِ .
علی نَخبِکُم قد سکبتُ حُروفي
عناقیدَ کَرمٍ مِنَ الأجوَدِ
لأسقِیکُمُ الشّعرَ خمرًا سُلافًا
کٶُوسًا من الشّهدِ لم تُصفَدِ
تعبُّون کأسَ الأمَانِي دِهاقًا
رَحیقًا زُلالًا بِنبضٍ صَدِي
و في جِیدِکم سَیَشِعُّ البَدیعُ
قلا ٸدَ تِبرٍ بِنَحرٍ نَدِي
لأجلکمُو قد نثرتُ حُروفي
نُضارًا علی الشّفَقِ الأربَدِ
و أسکَنتُکُم رَمشَ عیني شِغافاً
وکحَّلتُ جَفنيَ بالإثمِدِ
فأنتم جَمالي و نَفحُ طیُوبي
سِوَاکي و کُحلي.. جَنَی مِروَدي
سِأزرَعُکم في السَّمَا غیمةً
لتهطِلَ نورًا عَلی الفَرقَدِ
و أغسِلُ في عِطرِکُم نبضَتِي
یُعَمِّدُها النُّورُ في المَعبَدِ
بِمِحرابِکُم سَأُصَلّي بَتُولًا
وأدعُو حُرُوفي:ألا فاسجُدي
لاؔلهةِ الحُسنِ و الحُبِّ..کُوني
فَنَارِي و نَارِي ..لظَی مَوقِدي.
أقولُ لکم "باختِصَارٍ و أمضي"
إلی شَفَقِ الحُلمِ بالسُّٶدُدِ:
إلیکُم تَحِیّة نبضٍ شَغُوفٍ
یَمیهُ أریجًا بِفَيء نَدِي
أجِیزُوا حُرُوفِي لأنشُرَ شِعري
ِبِسُوقِ عُکاظٍ أو المِربَدِ.
(سعیدة باش طبجي ۔تونس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق