الخميس، 12 يوليو 2018

الشاعرة سعیدة باش طبجي .... أجِیزُوا حُروفِي

أجِیزُوا حُروفِي

بصُبحٍ شَذِيٍّ و عُمرٍ نَدِي
عَثرتُ عَلیکُم بِلا مَوعِدِ

و مَا أجمَلَ الصُّدَفَ المُغدِقاتِ
حَبَتنا بصَحبِ  الهَوَی الأغیَدِ۔

تَأبَّطتُ  شِعري و عِشقي و شَوقي
و جِٸتُ  أمُدُّ  إلیکُم  یَدِي

مُضَمَّخةً بأهَازیجِ یَومِي
و فَیضِ الأمَاني بِنَجوَی غَدِي

ومَنسُوجَةً من خُیوطِ الغرامِ
عُقودًا مِن الدُّرِّ و العَسجَدِ

أتیتُ أجُوسُ غِمارَ القوافي
بأشواقِ صَبٍّ و نَبضٍ صَدِي

بحَرفٍ حَریرٍ..و قلبٍ نمیرٍ
ضَمِيءٍ إلی رَشفَةِ المَورِدِ

أتیتُ لأحتَرف الشِّعرَ فیضًا
من النُّورِ في الزّمنِ الأسوَدِ

وقد دَثَّرَتني حُرُوفي طُیوبًا
و دِفٸًا  بِلیلِ  الأسَی  الأرمَدِ

أتیتُ بکلِّ الشّذَا في شِغافي
لأصدحَ بالشّعرِ في المَوعِدِ

أهُزُّ إلَيَّ  بِجِِذعِ الکَلامِ
فَتَهمِي  القوافِي بِشَهدٍ نَدِي

فأنثُر ُ فِي الأُفقِ شَوقي وعِشقي
و أحبُوکمُ الخُلدَ مِن مَعبدِي

وأَحمِلُکُم  فَوقَ  طَیرِ الجَمالِ
إلی جُزُرِ الأبَدِ  السَّرمَدِ

بِأجنِحَةٍ من حَریرِ  الأمَاني
مُطرَّزَةٍ مِن جَنَی الأکبُدِ .

علی نَخبِکُم قد سکبتُ حُروفي
عناقیدَ  کَرمٍ مِنَ الأجوَدِ

لأسقِیکُمُ الشّعرَ خمرًا سُلافًا
کٶُوسًا من الشّهدِ  لم تُصفَدِ

تعبُّون کأسَ  الأمَانِي دِهاقًا
رَحیقًا  زُلالًا  بِنبضٍ  صَدِي

و في جِیدِکم  سَیَشِعُّ البَدیعُ
قلا ٸدَ تِبرٍ   بِنَحرٍ نَدِي

لأجلکمُو  قد  نثرتُ حُروفي
نُضارًا  علی الشّفَقِ الأربَدِ

و أسکَنتُکُم  رَمشَ عیني شِغافاً
وکحَّلتُ جَفنيَ بالإثمِدِ

فأنتم جَمالي و نَفحُ طیُوبي
سِوَاکي و کُحلي.. جَنَی مِروَدي

سِأزرَعُکم في السَّمَا غیمةً
لتهطِلَ نورًا عَلی الفَرقَدِ

و أغسِلُ في عِطرِکُم نبضَتِي
یُعَمِّدُها  النُّورُ  في المَعبَدِ

بِمِحرابِکُم سَأُصَلّي بَتُولًا
وأدعُو حُرُوفي:ألا فاسجُدي

لاؔلهةِ الحُسنِ و الحُبِّ..کُوني
فَنَارِي و نَارِي ..لظَی مَوقِدي.

أقولُ لکم "باختِصَارٍ و أمضي"
إلی شَفَقِ الحُلمِ بالسُّٶدُدِ:

إلیکُم تَحِیّة نبضٍ شَغُوفٍ
یَمیهُ أریجًا بِفَيء نَدِي

أجِیزُوا حُرُوفِي لأنشُرَ شِعري
ِبِسُوقِ عُکاظٍ   أو المِربَدِ.

             (سعیدة  باش طبجي ۔تونس)

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...