الشاعر مدحت عبدالعليم الجابوصي ... أسرار سورة الفاتحة

(أسرار سورة الفاتحة)
لفاتحةِ الكتابِ عظيمُ  شانِ....وأسرارٌ دراها ذوو البيانِ
وذي في العدِّ سبعٌ لاتزيدُ....ومن حُسنٍ لها تُلفى مثانِ
هيَ أُمُّ الكتابِ بها حديثٌ....عظيمُ القدرِ محمودُ المكانِ
فإنْ تنطقْ بها قالَ الإلهُ....لقد أثنى عليَّ وقد دراني
ومجَّدَني له سُؤْلٌ وإنِّي.... مُجيبٌ كُلَّ عبدٍ قد دعاني
ومن كلِّ الشرورِ بها دواءٌ....تقي نفسَ الفتى من كلِّ جانِ
وفيها ذكْرُ بعثٍ والمماتِ....ويومِ الدِّينِ والقَدَرِ المُصانِ
وذكرُ طريقِ أربابِ الضَّلالِ....ومغضوبٍ عليهم كلَّ آنِ
وفيها ذكْرُ أهلِ الحقِّ حقَّاً.... وذكرُ صراطِ أربابِ الجنانِ
وفيها قولُ " ربِّ العالمينَ" .....مُربِّيهم لهُ فضلُ امتنانِ
هوَ الخلَّاقُ والرَّزاقُ ربِّي.... مُدبِّرُ أمرَنا والجودُ  دانِ
وفيها صفاتُهُ العُليا تجلَّتْ....وأسماءٌ بها كشفُ الدُّخَانِ
فربُّ الناسِ رحمنٌ رحيمٌ .....لهُ الحمدُ العظيمُ بما حباني
وفيها الملكُ للهِ تجلَّى....  وملكُ سواهُ ذو وقتٍ وفانِ
وتوحيدُ العبادةِ فيها بادٍ ....فأفرده بها من دونِ ثانِ
وقولُ العبدِ إياكَ  دليلٌ.....على قصد ِ الإلهِ بلا توانِ
ومن مفهومِها حُبُّ الرسالةْ......وحبُّ الرُّسْلِ أربابِ التفاني
وحبُّ ملائكِ الرحمنِ طُرَّاً.......وبغضُ الكافرينَ أولي الهوانِ
ومن مفهومِها حُبُّ الصحابةْ .....وكلِّ مُوفَّقٍ للهِ دانِ
ففيها عقيدةُ التوحيدِ جاءتْ....مُكمَّلةً تدبَّرْ للمعاني
ونبذُ الشركِ والبدعِ وفيها...... ولاءٌ معْ براءٍ وامتحانِ
فوالِ اللهَ والرسْلَ الهُداةَ.....وأهلَ الحقِّ في كلِّ مكانِ
تبرأْ من أُناسٍ ضلُّوا عنهُ......وأهلِ  الشركِ في كلِّ زمانِ
فإنْ تقرأْ لها في كلِّ فرضٍ......فأمررها بقلبكَ واللسانِ
فمن صلَّى صلاةً لم يزنْها......بفاتحةِ الكتابِ وقد عصاني
فذا المغبونُ في حشرٍ ونشرٍ.....مُضِيْعُ الوقتِ من دونِ ضمانِ
ألا فاقرأْ بها واربحْ صلاةً.....وفزْ بالخيرِ واظفرْ بالتهاني
فأجريها بتجويدٍ ونحوٍ.......كما نطقَ الرسولُ أخا البيانِ
وفصِّلها وقفْ عندَ الفواصلْ.....ولاتعجلْ بها مثلَ الجبانِ
وكنْ من وعدِها مسرورَ نفسٍ....وكنْ متفائلاً كلَّ أوانِ
فتلكَ السورةُ الحسناءُ عقدٌ.. ... ونهجٌ واضحٌ حرزُ الأماني
مدحت عبدالعليم الجابوصي