رثاء أخي الشاعر الكبير الأصيل الطيب الصابر
علي عامر الشرعبي رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس الأعلى
تبكي القصائد إذ تنوح ببابي
والحزن أرخى ظله برحابي
مالي أرى وجه الخريف بأحرف
نثرت بدمع العين والأهداب
فأذوق من كأس المشاعر حرقة
والمر طعم من حميم شراب
مالي أرى وجه الشتاء معفر
بتراب أرض تبرها عنابي
كمدا يموت الأوفياء ببلدة
ذبحت بنصل الغدر والإرهاب
كمدا يموت الطاهرون وحظهم
منها معاناة وقهر شباب
يا راحلا نحو السماء بطهره
يا حاضرا في دمعة الأحباب
أبكيك في وله الحروف وعطرها
في زفرة للآه تسأل ما بي
في أنة للفجر والصبح الذي
افتقد الضياء وخيرة الأصحاب
وجه اليمان أراه مكتئب كما
يبكي على ليث كأسد الغاب
يمتد حزن الليل سرمده الأسى
والشمس تحجبها كفوف ضباب
والناي يعزف لحنه بأنيننا
والحرف يفقد حكمة السياب
وروائع الأشعار يهدر نهرها
ألما وينبع من دمي المنساب
ظمآى معانينا وجفت أبحر
للشعر بين أنامل الكتاب
ما عاد في البستان طير شادن
قد غادر الأغصان لحن الشابي
قد غاب في بطن الثرى متوهجا
بدر اليمان مدثرا بتراب
أبكي عليا في خشوع إنه
أسد شجاع طاهر الأنساب
شهم أصيل صابر متسامح
زرع المودة في ربا الأحباب
غرس الإباء بكل قلب نابض
بالخير ينمو فاستجاب سحابي
وانهال دمع من عيون قصائدي
يروي حروفا لونها عنابي
فاتن علي حلاق
١٦/٨/٢٠١٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق