شتان بين محب وخال
شقّ الهوى في فؤاد الصبّ أنفاقا
تؤزّ ناراً إذا فاضت وأشواقا
وتنفث الوجد زفرات إذا خرجت
تنوء من حِملها الأنفاس إشفاقا
فيصدر الحرف منها ظامئاً تعِباً
يشكو لقائله الويلات إرهاقا
يشكو له ما يلاقيه بتاتأة
من مرجل الآه يغلي الزفر إيراقا
هذا إذا ما ذكرتُ العهد أو ذُكرتْ
من صرّمت حبل ودٍّ كان معذاقا
سأزجر العين أن تهمي هواطلها
بين العواذل توكافاً وإغداقا
وإن خلوت بنفسي استمطرت ودقاً
ما انفكَّ يجري على الخدّين مغداقا
وإن كففت رأيت النفس واجمة
وإن بكيت أخال الصخر رقراقا
وهل يلام محبٌّ مسّه شغف
يرى المواجد إن صابته آماقا
وفي تلابيبه الأوصاب ممسكة
تخشى إذا أفلتت فقراً وإملاقا
تخشى وما أنا معنيٌّ بخشيتها
إذ للزعاف أصوغ الصبر ترياقا
وكيف أُنهى وقد دقّت نواصلها
في مهجتي بعد ذاك الطعن أعناقا
وليس لي من سياج أستعين به
ولا دروع تحيل الطعن أفلاقا
ولا قلاع إذا هاجت فوارسها
غيظاً فرادى على جهل وأنساقا
ترنو إليّ بعينيها محملقة
كالصقر سلَّ لنيل الصيد أحداقا
قالوا هتكت حجاب الحبّ قلت لهم
وهل سواي من الأوجاع قد ذاقا
فالآه فاضحة والروح مُصعدة
من قعرها الحب إيلاماً وإحراقا
وما خليٌّ كموتور بلوعته
لاقى من الهجر والتسهاد ما لاقى
شتّان شتّان يا عفراء بينهما
فلا يغرّكِ راقٍ خلّه. راقا
فإنّ في قلبه لاريب أسئلة
في كلّ يوم تريه النأي عملاقا
وإنّ أخشى الذي يخشاه قارعة
من قبلُ قد هتكت للصبّ ميثاقا
محمد حاج مصطفى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق