توأما روح
لَيْسَ عَلَى المُبْتَلى بالحُبِّ مِنْ حَرَجِ
إنْ جاسَ في النَّارِ أوْ إِنْ خَاضَ في الْلُجَجِ
قَدْ صَوَّروا الحُبَّ طِفْلاً في بَراءَتِهِ
يُصَوِّبُ النَّبْلَ لِلأَرْواحِ وَالمُهَجِ
صَادَتْ فؤادي بسَهْمِ العينِ غَانِيَةٌ
لَها أَدِلَّةُ حُسْنٍ أَفْحَمَتْ حُجَجِي
بعينِها نَهْرُ أَحزانٍ مُرَوِّعَةٍ
وَنَبْعُ صَبْرٍ بِماءِ الحُزنِ مُمْتَزِجِ
تهيضُ قلبي إذا تَنسابُ طُرَّتُهَا
على جَبينٍ لها كالصُّبْحِ مُنْبَلِجِ
وَ شَعْرُها كَلَيالٍ لا نُجومَ بِهَا
مُهَفْهِفٌ مِثْلَ شَلَّالٍ مِنَ الأَرَجِ
وَ ثَغْرُهَا كَربيعٍ لا رحيلَ لَهُ
وَ صَوتُهَا جاذِبٌ للسَمْعِ ذو غَنَجِ
ضَمَّت شِفاهاً لَها كَيما تُقَبِّلُنِي
عَتيقَةٌ خَمرُها ناريَّةُ الوَهَجِ
قَبَّلْتُ في شاشَةِ الجَوَّالِ مِبْسَمَهَا
لو أبدلوني بها الجَنَّاتِ لمْ أَلِجِ
إنْ واصَلَتني مَلَكْتُ الكونَ أجْمَعَهُ
وَلو تَصُدُّ قَلَاءً قطَّعَتْ وَدَجِي
قَدْ جَمَّعَتْ بَيْنَنَا أَحْزانُ غُرْبَتِنَا
تُضِيءُ أَوْجَاعُنَا في الْلَيْلِ كالسُّرُجِ
قَدِ التَقَيْنَا فَهَلْ في الكونِ مُعْجِزَةٌ
كتوأمينِ مِنَ الأرواحِ في وَشَجِ
قد التقينا فلا موتٌ يفرِّقُنَا
الموتُ سُلَّمَةٌ مِن جُمْلَةِ الدَّرَجِ
قد التقينا فليسَ الخُلْدُ يَشْغَلُنَا
ولا الفناءُ كَدَمْعٍ في الحُلوقِ شَجِ
قد التَقينا وهذا كانَ غايَتَنا
هذا الصِّراطُ فلا نمشي على عِوَجِ
وليس بعد الهوى والحُبِّ مِن أَمَلٍ
لا خُلدَ إلّا لِقا الأحبابِ ، فابتَهِجِ
(شعر هشام الصفطي)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق