الخميس، 4 يناير 2018

الشاعر هشام الصفطي .. فراق ... وأمل

فراق... وَ أَمَل

أَحِبَّةُ قَدْ فارَقَتكُم عُيوني
ولكنَّ قَلبي يَطوفُ الدِّيارا
وما مثلُ ذنبي بِبُعْدِيَ ذَنبٌ 
      إذا قد وَجَدتُ البِعادَ اختِيارا
ولكنْ حَداني إلى البُعْدِ دَهْرٌ  
سَقانيَ لمّا ظَمئْتُ المَرارا
فَفَارَقتُ أوْجُهَكُمْ والعُيونَ
وَ خَطْوي يُفَجِّرُ في القَلْبِ نَارا  
وَ دَمْعِيَ فَوقَ الحَريقِ وَقودٌ   
يَزيدُ الضِّرامَ وَ يُزْكي الأُوارا
كأنِّي بِدَوَّامَةِ الحُزْنِ طَوْفٌ
يُصَارِعُ مَوجَ الأسى ، والدُّوارا
كأنِّي طَعينٌ بِسِكِّينِ غَدْرٍ
يُجَرَّعُ في نَزْفِهِ الإحْتِضَارا
لَقَدْ أَوْثَقَ الهَمُّ كَفِّي وَ ساقِي
وآلَى بِألَّا يَفُكَّ الإسَارا
وأنتُم فِكاكي وأَنتم حَياتي
وَ أَنتُم دَليلي إذا الفِكْرُ مارى
وأَنتُم نُجومٌ وبَدْرٌ وَ شُهْبٌ
وأَنتُمْ شُموسٌ تُعيدُ النَّهارا
وَأَنْتُم وُرودٌ وَ زَرعٌ وَ ظِلٌّ
وَ نَهرٌ يُغيثُ الوَرى وَ الصَّحارى
وأَنتُمْ هُدىً للفُؤادِ إِذا ما
يَضِلُّ السَّبيلَ بِدُنْيَا الحَيارى
وأَنتُمْ مُعيني إِذا ما سَقَطْتُّ
وَ أَنتُمْ نَصيري إذا الدَّهْرُ جارا
وَ كانَتْ سبيلِيَ في البُعْدِ عَنكُمْ
دُموعاً وَ شَوْكاً وَ سُهْداً وَ نارا
كَأَنِّي غَداةَ الرَّحيلِ قطاةٌ بِمِخْلَبِ...
بازِ النَّوى أو حُبارى
كأَنِّيَ كَفٌّ تَغوصُ الحَميمَ
وَ تَقْبِضُ حَرَّ الْلَظَى والجِمارا
فلا تَحْسَبوا أنَّني قَد جَفَوْتُ
وَ كانَتْ لَيالِي اغترابي قِصارا
لقَدْ آلَمَتْكُم كَما آلَمَتْنِي
وَ دَسَّتْ بِقَلْبِي المُدى والشِّفَارا
كأَنِّي المَسيحُ على عودِ بُعْدي
وأنتُم تلامِيذُهُ والنَّصارى
رَنَوْتُم إليَّ بِحُبٍّ وَ عَطْفٍ
رأيتُم عَذابي وَ موتي انتِصارا
سَيُنْبِتُ صَبري زُهوراً وَ وَرْداً
وَ يُخْرِجُ مِنْ عُمْقِ رُوحي النُّضَارا
سَيُخْرِجُ شِعْراً وَ فَنَّاً وَ نُبْلاً
وَ غَيْثاً وَ بَرْقاً يُضيءُ الشَّرَارا
كَتَبتُ إليكُم وَلاءً وَ شَوْقَاً
وَ حُبَّاً وَ تَرنيمَةً واعتِذَارا

(شعر هشام الصفطي)

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...