الجمعة، 15 ديسمبر 2017

الشاعرة سعيدة باشطبجي .. أرى ذلك الشّهد أضحى مَرارا

أرى ذلك الشّهدَ أضحى مَرارا
و صارت بديعُ الأماني غبارا

و انْشبَ ليلُ الغرام اظاف
َرهُ الفاتكاتِ بقلب العذارى

و لهْب اللواعج اضْحى صقيعا
و نار المواجع أمْست أُوارا

و ردَّدتْ الريح صوتَ أساها
و كان صداها بقلبي انكسارا

وشُلَّ جناح الطيور الشوادي
و تاه الفراش فلم يلْقَ نارا

و لم يلْقَ ليلُ الأماسي سميرا
و لم يلق فجرُ الأماني نهارا

وضَنَّتْ علينا مروج القوافي
بشعر يفيض و يهمي نُضارا

و حلَّ بفيْءِ القصيد الظلامُ
فصُمْنا عن الشّعر عجْزا و عارا

و ها انا ذا في هجير الحنين
أخوضُ الفيافي و أعلو الِبحارا

و يجْتاحني زمهرير الجليدِ
و بردُ الرّخام سكنتُه دارا

بكلّ الأسى و الجوى في شِغافي
اهيمُ حنينا بدْرب الحيارى

و كنت قديما بفيْء الغرامِ
أعيش الهوى صبوةً و انبهارا

أجوسُ بعشقي غمارَ القوافي
وأقْتاتُ منها شذًى و بَهارا

وأشْتقُّ فتنةَ حْرفي بنبْضٍ
يفيض بَهارا و نورا و نارا

و أرشفُ كأس الأماني دِهاقا
و أشعل عشقي بقلبي فَنارا

و كانت حروفي سنابلَ تبٍر
تمايل جذلى يمينا يسارا

توسَّدُ فيْءَ الهوى و الجماِلِ
تميس فخارا و تزهو انتصارا

و كان يَراعي بحضْن القوافي
قد احترف الحبَّ سرًّا جِهارا

فجاء اليكم تأَّبطَ عشقا
و شعرا على الكون فاض و فارا

و ماذا أنا اليوم غير رُفاتٍ
تعيش انكسارا مَرارا مِرارا

فهل يا ترى ذاتَ عشقٍ و شعرٍ
أعود لأجني اللآلي كِبارا؟؟؟
     
                 (سعيدة باشطبجي -توس: معارضة لقصيدة  المتنبي في سيف الدولة الحمداني)

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...