سَأُشْرِقُ بالحَرفِ نوراً ونارا
لتحيا قلوبٌ تَموتُ احتِضارا
و أُشعِلُ بالقَوْلِ جُرحاً دفيناً
لأُرْجِعَ بَعْدَ الغُروبِ النَّهارا
وَ أُرْسِلُ لِلْقُدْسِ جَيْشاً بَليغاً
يَكُفُّ البُغاةَ وَ يُنْهِي الحِصَارا
كأَنَّ حُروفِي زَئيرُ الأُسودِ
أَخافَتْ ضِباعاً وَ حَثَّتْ حِمارا
يَطيرُ هَلوعاً نَجاءً بِنَفْسٍ
يَرى الأَرضَ مِن فَرْطِ رُعْبٍ جِمارا
وَ أَسْقي الصَّهايِنَةَ اليومَ كأْساً
أَدالَ الفِرِنْجَ وَ أَفْنى التَّتارا
لَقد بارَ كُلُّ البُغاةِ عَلَيْنا
أَراهُمُ أَسْرَعَ مِنْهُم بَوارا
سَيَأمَنُ في القُدْسِ كُلُّ مُصَلٍّ
على دِينِ أَحْمَدَ أو مِنْ نَصارى
وَ تَسْقُطُ دَوْلَةُ أَهلِ الحُقُودِ
و نَملأُ بالعَدْلِ هذي الدِّيارا
وَقَدْ يَخْزِنُ الحَرْفُ نوراً وَوَحْياً
يَدُلُّ الفُؤادَ وَ يَهْدي الحَيارى
سيأتي إلى القُدْسِ جِيلٌ فَتِيٌّ
وَ إنْ كانَ قَومِيَ مِثْلَ السَّكارى
يُعيدُ الكَرامَةَ لِلْعُرْبِ حَقَّاً
وَ يَجْزِي اليهودَ تَباراً وَ عارا
سَنأتي إلى القُدسِ يوما جَمِيعاً
وَ يَنْشُدُ أَهلُ الحُصُونِ الفِرارا
وَ نَنْقَضُّ فَوقَ الطُغاةِ كَصَقْرٍ
يُقَنِّصُ عُصْفورَةً أو هَزارا
فَويلٌ لَهُم إن حَلَلْنَا الذِّراعَ
وَ وَيلٌ لَهُم إن فَكَكْنَا الإِسارا
وَ وَيلٌ لَهُم مِن صِغارٍ لَنا
نُرَبِّيهُموا لِيَكونوا كِبَارا
وَ وَيلٌ لَهُم مِن شَبابٍ وَ شِيبٍ
وَ مِنْ ثَيِّباتٍ لَنا أّوْ عَذَارى
وَ وَيلٌ لَهُم مِن تَليدِ فَخارٍ
سَيَحْطِمُ مَجْدَهُمُ المُسْتَعارا
وَ وَيلٌ لَهُم مِن رِياحٍ شِدادٍ
تُثِيرُ الرِّمالَ وَ تَسْفي الغُبارا
وَ وَيلٌ لَهُم مِن رُعودٍ تُدَوِّي
وَ بَرْقٍ يَبُثُّ الْلَظى وَ الشَّرارا
سَنَفْرِضُ فَوقَ الرُّبوعِ سَلاماً
وَ نَجْعَلُ زَحْفَ الجِهادِ الحُوارا
فَويلٌ لَهُم مِن فُراتٍ وَ نِيلٍ
وَ ثَأْرٍ بِتونُسَ أوْ في بُخَارى
وَ وَيلٌ لَهُمْ مِن طُيورٍ تُغَنِّي
لِتَجْبُرَ في لَحْنِها الإِنْكِسَارا
وَ وَيلٌ لَهُمْ مِن حُروفِ قَصيدٍ
سَتَسْقي الوُرودَ وَ تُحْيي القِفارا
وَ وَيلٌ لَهُم مِنْ إلهٍ عَظِيمٍ
يَنالُ الظَّلومَ يَتيهُ اغتِرارا
سأُرْسِلُ شِعْرِيَ في الجَوِّ بَازاً
يُمَزِّقُ لَحْمَ القَطا والحُبارى
( شعر هشام الصفطي)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق